لله الحمد، للأم عندنا طول الأعوام عيد بعدد الأيام مع شروق الشمس وغروبها، برضاها وطاعتها ورعايتها وحنانها لنا ولها عندنا وكذلك لشريكها بالحياة بذات الأوقات وأفراحها وأحزانها تشكل روابط الأسرة تربية وتنشئة وحماية لنا منذ نعومة أظفارنا، وتدرج حياتنا معهما، لله درهما كلما أحسنا برهما، قدوتنا بذلك سيد الأنام نبينا صلى الله عليه وسلم، فارقها وهو يحتاج الى حنانها، وأوصته بأبيه الذي لم ينعم بحنانه طفلا لا يعلم عنه سوى مرقده تحت الثرى ما بين مكة والمدينة حيث يتوقف عنده ويبكي بمرارة فراقه، ويدعو له بما شاء، ويوصي الآخرين ببرهما.
وهكذا الحياة لما بعد الممات، صحبة صالحة للدنيا، وثبات للدعاء لهما بعد الممات، ذلك منهاج الأنبياء مع الأم كما يقولون بلهجتنا «حلوة اللبن، وللأب بعد توديعه بالكفن، هما أمانة الأبناء الأوفياء برا ورعاية للدارين» ولهما الرحمة الواسعة من خالق عظيم، ولكم ثوابها دنيا ودينا بورود وشموع الحنان والصيت الأصيل بفراقهما لجنة النعيم مع تداور السنين، أمي وأبي فيهما يدور مطلبي بأجمل ذكراهما مع رموش ودموع العين وفاء لهما كما ربيانا صغارا (ربّ ارحمهما تحت ثراهما آمين).