لن نكرر صيحات الانفعال وسلبية الأفعال لأراضي المقدسات هلالا وصليبا على أراضي الكرامة والمقدسات الشريفة للأديان التاريخية الكتابية بكل قدسياتها الربانية عبر القرون والسنوات، لنتوقف كعالم موحد يؤمن بكتبه الثلاثة السماوية، لنترفع عن تسييسها، وتدمير، وتكدير قدسيتها مهما تعالى جبروت وغرور، وغطرسة قراصنة العبث بها ولها وتحدي جميع الأقوال، والآيات، والعبارات السماوية بتحريم مساسها وجرح أحاسيس ناسها وأهلها، وأساسها بكل ما يرسم اليوم حولها كأولى القبلتين للمسلمين، وحقوق الديانات الأخرى لأنبيائها الطاهرين وأهاليها الموحدين إخوة وعزوة طوال هذه الأعوام والسنين بعيدا عن عبث العابثين الواقع حولها اليوم!
ودليل ذلك التلاحم ما وقع أخيرا من عدوان إنساني آثم بنيوزيلندا لأرواح بريئة داخل دور عبادتها المسالمة الموحدة لشريحة من المسلمين الشهداء بإزهاق أرواح بريئة تحريكا لفتنة شيطانية تعبث بأمان باقي الأديان الربانية السماوية الشريفة، هبت لكل ذلك منظمات وحكومات وشعوب تستنكر وتتوعد قراصنة العبث الديني الرباني بكل قاراتها استنكارا وتظاهرا وتكاتفا مع ما حصل من ذلك العبث وتلازم تصريحات قدسية ونقاوة وهالة ما يحصل بالقدس الشريف من تسييس خبيث تخلط أوراقه، وتتنكر لقدسية سمائه! لقد تحركت تظاهرات العالم الواعي بكل صفاته إلى جانب استنكار ما صار بنيوزيلندا تواصلا مع جلسات وتصريحات، وتظاهرات العالم المستنكر لما يحدث بالقدس الشريف وتطالب وقفة صامده واسعة رادعة لمؤسسات العالم الإسلامي الدينية والإنسانية والثقافية والاجتماعية والإعلامية وغيرها لردع وطمر وكسر قسوة ما يحدث من عبث بمواقع القدس الشريف والأقصى الرباني وكتلة أهل الكتاب السماوي حولها لاستنكار ذلك الدمار ليس العسكري بآلياته وليس السياسي بمر أوقاته، وليس العنصري بتطلعاته وتصرفاته؟!
لكنها المساس بكل الإحساس الديني الرباني الكتابي بكل تطلعاته قرونا وأعواما وتاريخا طويلا لم تؤثر فتنتكم بتحريكه، لتقوموا بإعادة عدوانية تسليكه مما يرده عليكم الصاع باثنين بكل نواحي ومناحي مواقعكم آجلا أو عاجلا فلا عزة بمذلة الآخرين ولا تسامح بعبث وجرح أحاسيس الآخرين؟ ولما يعنينا كمسلمين فمسمانا هو عنواننا أمام الله وعباده المخلصين سلاما وإسلاما للأديان الكتابية الربانية المسالمة!
وإن غدا لناظره قريب لوكنتم تعلمون يا ناشري الفتنة!