تتسابق وسائل التواصل (اللا اجتماعي!) لنشر روايات وحكايات وأحداث مفبركة ومثيرة وخطيرة، غايتها وهدفها ومرادها تكسير وتحطيم وتهشيم المجتمعات المسالمة، الآمنة، المؤمنة بمعيشتها بسلام وانسجام، والتئام أهاليها ونسيج مجتمعاتها، بغية تقسيمها وإضعافها، وانهاكها بتدمير ذلك الترابط وإهدار ثرواتها، وتشتيت نسيجها وتلاحم تركيباتها الدينية السكانية، كما هو حال عالمنا العربي بدياناته المتماسكة ومجتمعاته الآمنة، المطمئنة لمحترفي تلك الفتن بلا مدفع ولا طائرة ولا دبابة ولا جندي مدجج بسلاحه ولغة غير لغته باحتلال أراضيها صحاري، وبحار، وجبال وثروات طبيعية لا تخطر له على بال ويبلغ بذلك سيطرة وكمال لمواقع ومنابع ثرواتها وتحطيم أمنها وأمانها بنجاح فخ الفتنة أسلوب نهب الشعوب الناعم اليوم بالتفرج على هدر دماء أبرياء تلك الشعوب واستغلال جهلها وتشريد أهلها حكاما ومحكومين، بلغ كل ذلك حدودنا وتغلغل ما بين أوساطنا ونسيج أهلنا بشعار الفزعة والحمية والنخوة الأخوية، ثم إشعال نيرانها والعياذ بالله لندرك ونتحاشى ذيولها كما هدانا للحذر نبينا الحليم بوصفها كالليل المظلم! وسحاباتها الممطرة خراب ودمار وتغلغل استعمار الوضع الراهن المتجدد كما أسلفنا شرحه! يضاف له تخريب التعليم والتمسك بحتمية الدين الكتابي الأمين ورسله الطاهرين المبجلين عبر القرون والسنين خاتمها نبينا الصادق الوعد الأمين ودستور خالقنا العظيم القرآن الكريم، وتخريب أسس مناهج التعليم القويم، واستباحة اعلام مدمر لمجتمعات لها قواعد ونظم حياة رائدة راقية.
مخرجاتها أجيال رخوة بالية! تتسلق مناصب ومسؤوليات يرزح عليها الفساد والرشوة بين العباد بمفهوم ومسميات (الشاطر والشطارة! كلاهما أخواره) وتبذير أفكار وثروات وأموال يعبث بها جهال وتكون الخسائر بإتلاف الضمائر ثم إتلافها كمجتمعات! والمؤلم ما بين تلك المسلسلات تشبيه نسيج مجتمعنا وأطرافه وقواعده البشرية أساس ولادته وتأسيسه بفرسان البر وعمالقة البحر انهم عمالة ومرتزقة تخضع للاستعباد والسيطرة لشريحة التجار آنذاك والحكام والمتنفذين توجه قوافلهم المهنية كيفما يشتهي كبار القوم بسيطرتهم وجبروتهم!
وتناسى مورد ومسير وكاتب هذا التشبيه بأن حرفيي القرون والأعوام والدهور الماضية أطلق على مسمياتهم المهنية أسماء عوائلهم بكل فخر واعتزاز (كالبناي، والحداد، والقلاف، والنجار، والفصام وكل ما يعني ثروات برها وبحرها تلمع بمسميات أهلها قبيل ذهبها الأسود بأعوام عيونهم لا تنام إلا بوســادة مهنته وتغطية بدنه بثوب عافيته وصنعته*وتستمر الحياة آنذاك بتناغم أنشودته وكورس بحارته رجالا للشموخ أجيال!)
لم تبخل الدولة مشكورة عليهم بالصيت! لكنها تناستهم لتدعيم مستقبل معيشة أحفادهم وذريتهم توظيفا وتمويلا وتكريما يليق بتاريخ أجدادهم ومستقبل أحفادهم كشعوب حولنا كسبوا الجولة للرفاهية بعدنا، عليهم بالعافية، ولنا الصيت دون الغنى برصيد الكرامة والحشيمة كماضي الأجداد لم يبرز منهم (نصاب ولا غشاش ولا مختلس ولا ساقط) ذلك وسامع مع كل جفن دامع حسرة لما هو آت بسلامتكم يا عزوة الفزعة.