تقبل الله طاعاتكم صياما بشهركم المبارك وعيدكم هذا طوال السنين يا قادة ودعاة المسلمين الأفاضل، قدوتكم نبينا الحليم وسعة صدوركم نصر لنا أجمعين بأعيادنا للمواسم الإسلامية، نخص بسؤالها موسم شهر الله رمضان الكريم برؤيته كما سألها شاب مسلم حريص ومستقيم من طلبة علم شرعي بديرتنا لغته غير العربية وينطقها بفصاحة لغة كتابنا العظيم، ويرغب إجابة وافية هادئة جامعة مانعة: لماذا هذا الاختلاف البالغ صفة الخلاف بمطلع كل شهر عظيم رمضان الكريم ونهايته أشده هذه الأيام رغم تقدم وسائل التقنية والتواصل الحديثة لتسهيل مقصد الرؤية البصرية المباشرة للهلال وتوضيح منازله لتتفرق الأمة حولها بالذات لمن يتولون أمرها لدرجة تقارب ديارها بقاراتها الآسيوية الأفريقية والأوروبية لتشتت بياناتها وتفرق قراراتها بالذات لبلوغ بداية شهرها العظيم ونهاية صيامها كما حصل هذا العام الهجري منه بالذات ليصبح عيدها عيدين لإفطارها وصيامين لأمتها! يشهد على ذلك رب المشرقين والمغربين لشدة اختلاف عباده لهذا الفرض الأساسي لإسلامنا وقمة شهر الخالق لعباده! فالأمة بصمتها تتألم لما يحدث من فرقة بينها والهدي النبوي الكريم يقول: «صوموا» بلغة الجمع و«أفطروا» كذلك بلغة الجمع! وهدي النبي الحليم: «وإن غم عليكم فأكملوا الشهر يرحمكم الله».
والواقع هذا العام يمثل صفة الانقسام الموجع لأمة الإسلام بشهادة ما وقع من تفريق صفوفها للقارة الواحدة، والكلمة الواحدة، والأمة الواحدة عالجوها بمؤسساتكم العربية الإسلامية الراقية الواعية، المتجددة بتجدد العالم المتقدم بتقنياته وإمكاناته الواسعة لراحة عباد الله المخلصين، دنيا ودينا، فالإسلام نعمة لا نقمة للعالمين يرحمكم الله بكل وقت وتوقيت وحين، آمين! ودمتم منارة لكل قارة محتارة!