رغم تفجر معلوماتهم، وتزايد ثقافاتهم، وتراكم تحصيلهم، وتضخم إدراكهم للصح والغلط، والإيجاب والسلب للعادات، والتقاليد دينا ودنيا، تجدهم غالبية مقاطعي القرابة، وصلة الأرحام، والحنين للتواصل مع ذوي الأرحام بالذات هذه الأيام للمجتمعات المنتمين إليها عندنا! باعتبار أن رسائل واتساب في أجهزتهم تكفي لتواصلهم مع الأمهات والآباء والأعمام والعمات والأخوال والخالات والأجداد والجدات والجيران الواردة صفاتهم بالقرآن الكريم هدي رحمن رحيم، ومثلها وصايا نبي ورسول أمين بحقوق الأولين والآخرين خاصة ذوي القرابة والقربى للتواصل الاجتماعي المطلوب إنسانيا، وليس فقط بمكتوب عبر جهاز مسلوب الإرادة!
تفتت روابط أسرهم بسببه، وتعادت صحبة وأقارب عبر أبوابه، وتناثرت عادات ومعلومات، وأسماء ومسميات بالاتكال عليه! وتبدلت لهجات ولغات وتحاورات لبلوغ مراده ونظام كلامه وحواراته! بل تعددت وتجددت أفلام ومسرحيات ومسلسلات تعني سر أحبابه وأصحابه، ورغم أنهم أسموه تواصلا اجتماعيا إلا أنه أقرب للتباعد الإنساني المعتاد لو كانوا يعلمون هذه الآفات القادمة لنا وحول محيط عالمنا الإنساني بسببه! وقد تنبهت لذلك دول عريقة تعليما وعلوما وتربية، أدركت خطورتها الأكيدة وبرمجت أنظمتها، وأساليب استخداماتها، لردع مخترقي أمنها الوطني والاجتماعي والديني، وغيرها كثير لكل ذلك عقاب وثواب وإغلاق كل أبواب القرصنة والابتزاز المادي والمالي والمعنوي، باسم برامجه ذات الخطورة العامة وردعها لمهدها حالا! وترك تخلف بلادنا تحت رحمتهم وتجدد أطوارهم ليلهم يوازي نهارهم هذرة بلا تحصيل! وضياع بلا دليل! أبسطها عنوان مقالتها، والقادم الله يستر منهم! شر وضر اجتماعي وغفلتنا تكبر!