لكل أمة مواسم، ولكل الشعوب طقوس، ولكل ناس إحساس، عبر أيامها وتواريخها، جغرافيتها ودياناتها، أفرادها وجماعاتها، تستعد لها وتقدر ظروفها وتقلباتها، ليلها ونهارها تستعد لها كالجندي الشهم بميدانه يعبر عن حبه لها وحنانه.
هكذا هي الأيام يداولها الرحمن الرحيم بين عباده كما ورد ذكرها بالقرآن الكريم، وعصورنا الحالية يترجم الفلكي البارز كل ذلك عبر شهوره ودهوره، أياما وليالي مقمرات لمعاني تأسر الألباب، تدونها وريقات يومية تعني وتشرح ظروفها بردا وحرا، أمطارا وجفافا، حرارة وقسوة، ربيعا وخريفا، يعني كل زمانه عبر خالق الأكوان فيما خلق من مخلوقاته تقيس معنا بطريقتها الخاصة، وتصرفاتها الفردية لتعبر عنها حتى القطط بأساليبها الخاصة، وتبدل فصولها وأوقاتها كالتالي:- «إذا دلق سهيل لا تأمن السيل!»- بقديم الكويت لمواسم الأمطار يستعد لها أهلها بصيانة السطوح وتجهيز «المرازيم ومدعاب تحت الباب الخارجي وخيشة وصخين»، وتوصيلات داخل بيوتهم تجاه بركة المياه العذبة لتجميعه للاستخدام المنزلي والعمل على حفظ الماء بدلا من هدره في الشوارع والطرقات! وكذلك في الحارات أو فريج الجيران يتم تجهيز حفرة عملاقة تنحدر لها مياه الغدير لتجميعها للاستخدام طوال العام، لندرة المياه العذبة لدينا، ليتها تتكرر اليوم ليستفيد منها الجميع لمزارعهم المنزلية والاستثمارية طوال العام، والمؤشرات خير دليل لما تم لاستخدام مياه المطر المنزل، رحمة للعالمين.
أما تعبير عتوي الفريج وتسطحه فوق الغمارة يعني برودة الغمارة (سطح السيارة!) ليخبرنا بأن فصل الشتاء قادم والغمارة باردة باستقرار العتوي فوقها مرتاحا.
يا سبحان الله بعظم قدرته دليلا لهذا الحيوان الأليف لتغيرات فصولها، والانتباه بكل وسائلنا للعامل اليومي بشوارعنا، وما يصنعه بنفايات الطرقات ورميها بمجاري أمطارها بكل وقاحه وفساد ذمة بعد تنظيفها وصيانتها! تؤكد مقولة: «من أمن العقوبة أساء الأدب!» يا شركاتهم وبلديتهم والمعني بمتابعتهم ولو تقنيا بكاميرات خفية!