عالم الاجتماع العربي المبدع بتخصصاته الإنسانية وجهوده الإسلامية لتدعيم نظرياته لذلك بعنوانها الأكاديمي الشامل (مقدمة ابن خلدون) انطلق من شمال أفريقيا عملاقا تربى فيها وأكملها بجولاته لجزيرة العرب ثم أواسط آسيا، مرورا بحريا للقارة الأوروبية ليس للاستراحة السياحية فقط كما يحصل اليوم، لكنها للمزيد علما وتعلم للجديد بساحة الاجتماع والانثربيولوجيا لحياة الشعوب ورقيها، كما وصفتها مقدمته الكافية الوافية للماضي والحاضر وللمستقبل، كما طرحه وشرحه، رحمه الله، باقتدار أبهر رجال جيله والقرون التالية، مرورا بأيامنا الحالية كما يشير لها العنوان أعلاه، لذلك تعبر حالات الحضارات والامبراطوريات والمجتمعات والجماعات عبر الأعوام والسنوات والدهور أبرز تعبير كما وصفه العلامة ابن خلدون عن هرم وشيخوخة بعض الأوطان كما يحصل للأبدان الآدمية وغيرها من المخلوقات والأحياء التي تعاكس الطبيعة وتترهل أمورها بعكس رعاية أحوالها فتتهاوى شيئا فشيئا وتذبل ثم تندثر!
لو لم تتجدد أساسيات مواصلة حياتها لتجديد تلك الحياة وصمودها ما بين أقرانها وطبيعة معيشتها للاستمرار للأجدر والأفضل لهذه الحياة، ويؤكدها بذلك المرجع بقدوم أجيال ضعيفه مترهله تتولى وتقود مجتمعاتها دولا وشعوبا للترهل وتتقادم بمستوى أدنى وأضعف، ليتولاها عدوها ويسيطر عليها ويقترب هلاكها وتدمير مقدراتها، وتتغير صفاتها وحالاتها للعالم المسيطر عليها بلا قوة ولا قدرة تحميها!
وهكذا يسجل لها تاريخها سقطاتها ما بين الأمم جيلا بعد جيل، فانتبهوا يا أولي الألباب لمن اليوم يطرق عليكم الأبواب بعنوان مقدمة العالم ابن خلدون، رحمه الله، كما أحسن وصفها بوصيته. طالت أعماركم للخير.