من خارج مواسم الإيمانيات الربانية الموسمية وربيعها كل عام، أكرمنا الخالق بتيسير رحلة للعمرة والزيارة للمدينة المنورة، طيبة الطيبة قلعة ودولة انطلاقة الإسلام لكل الإنسانية قديمها وحديثها، بهما يعقد أرقى وأعظم وأكرم منتدى وتجمع إلهي، سماحة وطاعة لألوف أطلق عليها مسمى غزير المعنى، عميق المغزى، عزيز التميز والتحصيل خلال نظامه اليومي بخشوع وانتظام واحترام لواجبات الصلوات الخمس اليومية بمجرد لإدراك ورفع شعيرة الأذان، توافدت قوافلها من كل فج عميق وقوفها، وتراصها، وتأديتها كما وصفها المغفور له بإذن الله الداعية الراحل فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله، بأنها تجمع أركان الإسلام الخمسة لفرض الصلاة الواحدة، بالتكبير لبدايتها تحج القلوب والأفئدة تجاه قبلة الإسلام الكعبة الشريفة والبيت المعمور منذ عهد النبي إبراهيم عليه السلام ولما قبله أساس رفعة أركانه بعهد إبراهيم عليه السلام ومن أتى بعده حتى بزوغ الإسلام بحنفية إبراهيم عليه السلام حتى يومنا هذا.
ويؤدي أثناء ركعاته فريضة الصيام ليس فقط بلا مأكل ومشرب، بل صمت عام عن الكلام ما عدا تلاوة القرآن بأوقاتها خلال الصلاة الجهرية.
ويزكي المصلي نفسه عما حوله من تواصل ومشاغل وتعبير الكلام، متكلم ومستمع بخارج وداخل يومياته تقديرا لإرضاء خالقه، ويواصل مناسكه خلال صلاته، وكذلك نطق الشهادتين ركوعا وسجودا خلالها، وتأدية للهدي النبوي «صلوا كما رأيتموني أصلي»، الكل مندهش لاسيما ضيوف الرحمن كما تم توعيته، هذا ما تم كما هي قدوة من رسولنا الكريم، ذي الخلق العظيم.
ولا نزال نشهد أخيرا توسعة الحرمين الشريفين في عهد حكامها، خدمة لضيوف الرحمن الرحيم، أما خدماتها مملكة ورعية، فقد تكلم الكثيرون للخير الرباني لحاكمها ومحكوميها وضيوفها خلال الأعوام تشهد لها نظافة ساحات الحرمين الشريفين اليومية، وكسوتها السنوية، وإصداراتها الموسمية للمصاحف المترجمة والخاصة للمكفوفين، وذوي الاحتياجات، وتوسعة عملاقه للحرمين الشريفين، ونظافة متكاملة يومية لدورات المياه ورعاية مستخدمي تلك المباني بخدمة على مدار الساعة كما وصفها المنطق بدار للراحة.
واليوم عمران جديد في فنادقها لاستيعاب المزيد من الملايين من أمة الإسلام وتوفير كل خدماتها لهم بحمد الله، ودعوات الأوفياء لهذا البلد الطيب وترشيحه للخدمة الربانية بكل متطلباتها، جزاهم الله خير الجزاء على جهودهم، ووفقهم في التعامل مع كل مستجداتها وظروفها للإحاطة يدا تنشر السلام وأخرى تردع اللئام، لا تخريب بصمت المقابر. وفقكم الله للخير.