بكل الحالات تعارف الإنسان والأليف من الحيوان بتميز الكلب - «أجلكم الله بعفوية ووفاء طبيعته» - تستشعر ذلك بنباحه وثورته وهياجه لإبعاد خطر حاصل، أو لص شرير، أو غريب دخيل على حدوده، ليحمي حماه ويدافع عنه ويذود للصاحب المخلص والصديق الوفي فصيلة بني آدم، الإنسان، حتى ولو قام الإنسان بنهره أو ضربه أو رميه بالكلام البذيء او عصا غليظة، أو حرمه من وجبة طعام خاصته بقصد تأديبه من عيوب غير مقصودة!
وتجمعت كل تلك الصفات بين اثنين لا ثالث لهما الكلب الوفي والصديق الإنسان عبر الزمان، امرأة أو رجلا، كائنا من كان، فهما وأطفالهما، بالذات عرب الترحال بالصحارى والجبال والسهول بصحبة الحلال وكذلك قارات العالم الأوروبية والآسيوية والأفريقية، الثلجية والرملية والغابات والبحار، المخلوق الوحيد المرافق للإنسان هو الكلب الوفي دون هياج له أسبابه، بلغت الصحبة حتى أصبحت هناك رحلات فضاء مشتركة مع هذا المخلوق الوفي.
وقد تأكدت حتى في سورة الكهف الشريفة لأحسن القصص بصفحات القرآن ووفاء صحبة كلبهم باسط ذراعيه برفقتهم بكل اطمئنان.
سبحان الله، ومثلها بالكتب السماوية الربانية الأخرى كدليل وفاء كما ورد بالقرآن الكريم، ولا شك أن هناك ضوابط وحدودا ومحاذير لبعض طرق تلك المصاحبة، لتحاشي سلبياتها في كل زمان ومكان تأدبا ربانيا وحشمة وطهارة المكان وتجهيزه لهذا المخلوق الوفي وحدوده بالزمان والمكان المناسب للنواحي الصحية وغيرها، تقدير المكانة، ومكان الإنسان لطبيعة هذا الحيوان لتحاشي هياجه وخطورة هياجه الخارج عن طبيعته بالذات للمسعور منها والسارح بمناطقها ومواقعها المهجورة وجواز تصفيته وتحاشي شروره، كما هو حال الإنسان الخطر المنحرف لدرجة الغرور والإجرام، وتطبيق الرادع عليه من الأحكام ومثل ذلك مع هذا الحيوان، والروايات طويلة وكثيرة، كما يحصل بكوارثنا الفيروسية ونتائجها المؤلمة، وسقوط البعض في لفاظها تشبيها بظلم الإنسان وتشبيهه بهذا الحيوان الأليف الوديع عبر الزمان والمكان، وإخلاصه بواجب مساعدة حتى إخوة لنا بالإنسانية، محرومي البصر العميان ودور كلابهم بتوجيههم لحارات الأمان!
لله تعالى بخلقه أحكام هذه الأيام وأنتم بكرامة الإنسانية وتقدير دور هذا الحيوان بطبيعته الوفية مع الإنسان الراقي بلا احتقان لفظي!