نتحدث اليوم عزيزي القارئ عن مشكلة نجدها عند عدد كبير من أطفالنا، مشكلة قد تؤرق الوالدين، وتجعلهم يضطربون، ويفكرون كثيرا في كيفية الحل، وهذه المشكلة هي مشكلة التبول اللاإرادي ليلا.
ويعتبر التبول اللاإرادي من المشكلات كثيرة الحدوث عند الأطفال وهي تقل كلما كبروا وتقدموا في السن وحتى سن ثلاث سنوات تعتبر الحالة طبيعية وبحسب الإحصاءات الطبية 30% من الأطفال يتبولون على أنفسهم خلال الليل في سن 4 سنوات و10% في سن 6 سنوات و3% في سن 12 و1% في سن 18، وعلى الرغم من أن هذه المشكلة بحد ذاتها لا تؤثر عليهم صحيا، إلا أنه من الضروري معالجتها حتى لا تسبب تداعيات نفسيه سلبية على المدى البعيد.
عزيزي القارئ إن كان لديك طفل لديه تبول لاإرادي فإن الخطوة الأولى نحو علاج سليم هي عدم القلق.. نعم لا تقلق، ولا تقم بتوبيخ طفلك باستمرار، فهذه الفعلة تأكد أنها خارجة عن إرادته، وتأكد أيضا أن تعزيز ثقته بنفسه هي الخطوة الأولى نحو العلاج السليم، ويتوجب عليك مراجعة الطبيب المختص لهذه الحالات.
وتعتبر عملية التشخيص لمثل هذه الحالات من الأطفال عملية تتعلق بسن الطفل بدرجة كبيرة، وكذلك تكرار عملية التبول اللإرادي علاوة على السجل الطبي للطفل الذي لابد أن يأخذه الطبيب في الاعتبار، ومن بعض أسباب التبول اللاإرادي:
١- أسباب نفسية (الخوف، القلق أو الغيرة).
٢- تاريخ عائلي.
٣- صغر حجم المثانة.
٤- اختلالات هرمونية أو عصبية.
٥- التهابات الجهاز البولي.
٦- إمساك مزمن.
٧- داء السكري.
وقد يتضمن هذا الشرح والتفسير للوالدين بحالة الأبناء أن هذه الحالات غير ناتجة عن خطأ أي منهم، والتشديد على عدم توبيخ الأبناء وخصوصا أمام اخوانهم أو أصدقائهم، ودعم معنويات الطفل طوال فترة العلاج، ونوصي الوالدين بضرورة الحرص على تبول الأطفال قبل الذهاب للنوم مباشرة لتفريغ المثانة وعدم شرب السوائل قبل النوم بساعتين على الأقل وكذلك إيقاظ الطفل خلال الليل للتبول وقد يضطر الطبيب المعالج لصرف بعض الأدوية.
وأخيرا عزيزي القارئ فإن جزءا كبيرا من علاج هذا المرض كما أسلفنا يعتمد على أهمية تصحيح سلوك الطفل، فكن عونا لطفلك على تخطي عقبة هذا المرض، وبمجهود بسيط.