منذ قديم الأزل نشأت علاقة تفاعلية ضرورية بين الطبيب والمريض، ومع أن لكل منهما دورا مختلفا عن الآخر، فالطبيب منوط به التشخيص ووصف العلاج، ومتابعة الحالة، والمريض متلق للأوامر والتعليمات الطبية المختلفة، إلا أن العلاقة في النهاية تبقى كذلك علاقة تفاعلية أراها شخصيا ضرورية.
وتتمثل ضرورة العلاقة التفاعلية بين الطبيب ومريضه في أن الطبيب المتحدث الذي يستطيع شرح القصة المرضية لمريضه من دون تعال، أو أي نظرة دونية للمريض، يتفاعل معه المريض نفسيا، بل ويثق فيه ثقة كبيرة.
ومن هذا المنطلق فيتوجب على الطبيب أن يكون واعيا للجانب النفسي للمريض، ومدركا إدراكا جيدا لأبعاد مرضه، بل واستطيع القول إن على الطبيب الحاذق أيضا أن يتلمس مدى ثقافة مريضه، وتقبله له، ومدى قدرته على استيعاب شرحه لقصته المرضية.
أما الدور التفاعلي للمريض فيتمثل في الالتزام بتعاليم الطبيب المعالج، وتنفيذها حرفيا، وعليه أيضا أن يكون واعيا بأبعاد مرضه، لأن المريض المثقف والواعي يستطيع مساعدة الطبيب في شفائه بأقرب وقت ممكن.
ولذا فإنه يتوجب على الطبيب المعالج أن يمنح وقتا كافيا للمريض، وكذلك أن يتيح له الفرصة كاملة لأي أسئلة أو استفسارات تمس حالته المرضية، أو طرق العلاج، وببساطة أكثر لابد أن يكون الطبيب المعالج لديه سعة صدر، يستطيع من خلالها استيعاب جميع مرضاه بمختلف ثقافاتهم، ومستواهم التعليمي.
لا يمكن أن ينجح طبيب، حتى ولو كان على قدر كبير من العلم، إلا إذا تحلى بالصبر، وحسن المعاملة للمرضى، وتحويلها كذلك إلى علاقة تفاعلية يتفاعل من خلالها المريض مع طبيبه المعالج، وفي النهاية تكون رحلة العلاج قصيرة.. دمتم بخير.