لا شك أن موضوع المنشطات الجسدية العشوائية، والتي تؤخذ لبناء العضلات من دون استشارة الطبيب، يعد كارثة طبية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، خصوصا إذا كان الشخص الذي تعاطى هذه الحبوب يستعملها بكثرة، لأن الأصل في إعطاء هذه الوصفات هو الطبيب.. الطبيب فقط، وليس صديقي الذي جرب أخذها، أو الإعلان الذي تشاهده فتعجبك حبكته.
استطيع أن أحذر من هذه الزاوية الصغيرة لعلي صوتي يُسمع، وقلمي يُقرأ، وأقول إن هذه الحبوب العشوائية قد تحدِث كوارث صحية قد تصل إلى أمراض تؤثر على القلب والكبد، وكذلك ضعف القدرة الإنجابية، وتصل كذلك إلى الموت المفاجئ ـ لا قدر الله ـ.
هناك الكثير من الوصفات أو الأدوية المنشطة لبناء العضلات ليست مسجلة لدى وزارة الصحة، وتباع على الشبكة العنكبوتية بطريقة عشوائية، وإعلانات وردية، وهنا تكمن الخطورة القصوى، وتختبئ الأضرار الكبرى.
ولذا فإنني أحذركم أعزائي الشباب من استخدام مثل هذه الأدوية الخادعة، والتوجه إلى الطبيب المعالج لتلقي العلاج الناجع بدلا من اللجوء إلى مثل هذه المنتجات التي قد تحتوي على تراكيب كيماوية ضارة بصحتك.
إن عملي كطبيب جعلني أصادف الكثير والكثير من الحالات التي احتاجت إلى تدخلات طبية فورية بسبب الاستخدام الخاطئ لهذه الأدوية، أو الجرعات الزائدة منها، أو العلاج الخاطئ، والمنتجات غير معروفة المصدر، ومجهولة الهوية.
ولا أخفيك سراً عزيزي القارئ فإن تعاطي الرجال لهذه المركبات يؤدي إلى تدني القدرة على الإنجاب، لأنها تؤدي إلى تدني هرمونات الغدة النخامية المسؤولة عن تحفيز الخصية لإنتاج الحيوانات المنوية.
وأود أن أضيف هنا أن تأثير أضرار هذه العقاقير يظهر على المدى البعيد، بعدما تكون قد استدرجت إليها استدراجا من حيث لا تدري، ولا تحتسب.
ولعل تحذيراتنا تجد صدى فننتهزها فرصة للتحذير أيضا من جميع المنتجات غير المصرح بها من وزارة الصحة، لأسباب عديدة أهمها ضرورة الحفاظ على صحتك، فلا تنخدع عزيزي القارئ من الإعلانات الوردية التي تقتحم عليك عالمك الافتراضي على الشبكة العنكبوتية.