صراع الحق والباطل لن يتوقف، وأن يكون هناك صراع بين الإسلام وخصومه من غير المسلمين أمر أفهمه، ولكني لا أستطيع أن أفهم كيف يستسيغ مسلم - أيا كان مذهبه- أن يسيء لنبي الإسلام - أحيانا- ولصحابته وأزواجه - أحيانا أخرى؟!
الصهاينة أساءوا لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في تلفزيونهم وفي قناته العاشرة، والهولنديون سمحوا بالرسوم المسيئة ومثلهم مجموعة من الدول الأوروبية وحجتهم في ذلك أن بلادهم مع حرية الرأي وبالتالي فهي لا تستطيع أن تمنع هذه الرسوم، لكن هذه الحرية المزعومة تمنع وتعاقب كل من ينكر المحرقة اليهودية أو يقلل من عدد المحروقين والتي يزعمها الصهاينة كما أنها تمنع - أيضا- أي رسوم تسخر من اليهود ومعتقداتهم، وقبل أشهر سنت فرنسا قانونا يعاقب كل من ينكر إبادة الأتراك للأرمن! وهكذا يصبح واضحا أن الاتكاء على الحرية عند الإساءة للمسلمين ومعتقداتهم لا صحة له فالحرية لا تكون مقصوصة الجناح، تستهدف أمة دون أخرى ودينا دون آخر. كما أن الحرية لا تعني الإساءة لكل المسلمين في العالم.
أعتقد أن هناك حربا ثقافية ودينية تشنها بعض دوائر الغرب ضد المسلمين وعقائدهم، كما أعتقد أن الاستنكار لا يكفي وحده، فلابد من اتخاذ خطوات عملية لإيقاف هذه الإساءات وبالطرق المشروعة وما أكثرها!
تطاول بعض المسلمين على رسولنا – الكريم - وبعض الرموز الإسلامية قد يكون تأثرا بما فعله الغرب، وقد يكون بحثا عن شهرة من أسوأ وأضيق أبوابها، لكن بعض الساقطين - خلقا وفكرا - يرون أن الوصول إلى الشهرة هدف بحد ذاته مهما كانت السبل الموصلة إليه!
بعض السعوديين أساءوا لرسولنا الكريم بصورة بشعة، وأحدهم أعلن تنصره، ومثلهم بعض الكويتيين حيث أساء بعضهم للرسول الكريم والبعض الآخر لزوجته «عائشة» أم المؤمنين، أما أحد دعاة السعودية المعروفين فقد نسب للرسول صلى الله عليه وسلم أنه ربما باع الخمر أو أهداها، لكنه بادر بالاعتذار عن هذا القول، وليته كان أكثر حرصا على أقواله فلم يقل ذلك أصلا. وآخر هؤلاء الدكتور الكبيسي الذي أساء لمعاوية رضي الله عنه فكان رد الشيخ راشد آل مكتوم سريعا موفقا حيث أوقف جميع برامجه على قناة «دبي» ولو أن كل من أساء لمقدساتنا عوقب سريعا لتوقف كثير من هذه الإساءات.
فعلى كل الجهات الحكومية أن توقف هذه المهازل وبحسب قوانينها - إن كان لها قوانين – أو تضع قوانين صارمة تتفق مع دينها لإيقاف هذا الفجور الذي بدأ يتنامى بسبب التهاون الواضح في التعامل معه!
لا يكفي القول إن هذا مريض نفسيا، وذاك تراجع وتاب، والثالث شاب صغير لا يدرك ما يقول، وهكذا يبدأ البعض في إيجاد أعذار واهية تشجع على جريمة إيذاء المسلمين جميعا واحتقارهم، ولكن العقاب العاجل هو الحل الذي يطالب به غالبية المسلمين، وأخيرا.. بعض الدول العربية سنت قانونا لمعاقبة من يتطاول على «الذات الملكية» فهلا –على الأقل- عاملوا رسولنا كما يعاملون ذواتهم!
[email protected]