Note: English translation is not 100% accurate
معادلات اختلفت
الثلاثاء
2006/8/22
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : محمد بسام الحسيني
لم تمض ساعات قليلة على اعلان رئيس الأركان الاسرائيلي دان حالوتس بأن بلاده حققت انتصاراً على حزب الله «بالنقاط» وليس بالضربة القاضية، حتى أعلن قائد قوات المشاة والمظليين في الجيش الإسرائيلي الجنرال يوسي حميان ان «الجيش الاسرائيلي مني بنوع من الهزيمة في لبنان»! كما وجهت مجموعة من جنود الاحتياط رسالة الى وزير الدفاع عمير بيريتس تناولت مشاعر الاحباط والغضب وعدم الثقة بقيادة الجيش.
ويأتي هذا التناقض ليضاف بدوره الى سلسلة الاخفاقات الاسرائيلية التي ستتولاها لجنة التحقيق بالحرب.
فأين الحقيقة؟ وما يقال يعني انه لابد من وجود «كاذب». وفي وقت يبدو فيه لبنان ملتزما بالكامل في وقف الأعمال العدائية ومبادراً الى تنفيذ الـ 1701 لا تظهر اسرائيل نفس النوايا.
وقد يكون ذلك منطقياً اذا ما اعتبرنا ان الاسرائيليين يحتاجون الوقت للخروج من صدمة ما جرى، ولملمة آثار ما تعرضوا له من ضربات طالت عمقهم لأول مرة في تاريخ الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
والحروب التي كان الاسرائيليون يجدون فيها وسيلة لإزاحة الأنظار عن مشاكلهم الداخلية وفرصة لتوحيد مجتمعهم حولتها المقاومة اللبنانية الى سبب لسيل من المشاكل الداخلية في تل أبيب وعاملاً مباشراً لانقسام الشارع الاسرائيلي.
لا يمكن لعاقل ان يقول ان اسرائيل بنزعتها العدوانية الشرسة لا تضمر القيام بعدوان جديد على لبنان، خاصة اليوم بعدما لحقها من ذل وما غرقت به من مشاكل، ولكن المؤكد بعد احداث 2006 ومجريات المواجهة مع المقاومة ان جيشها سيحسب ألف حساب قبل الاقدام على أي خطوة وان فرد العضلات لم يعد أمرا دون كلفة باهظة بعد اليوم.
ولعل هذا ما أشار اليه سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في زيارته أمس الى لبنان، والتي تحدث خلالها عن تغيير في معادلة موازين القوى بالمنطقة.
ان اسرائيل تعلم جيدا ان موضوع مراقبة الحدود اللبنانية ـ السورية ومنع عبور السلاح عبرها ضرب من ضروب المستحيل، ولو كان منطق ضبط الحدود أمراً ممكناً لما كانت الولايات المتحدة تشكو حتى الآن مما تصفه بعدم ضبط سورية لحدودها مع العراق وسماحها بدخول المقاتلين والسلاح للجماعات المتمردة.
وبين عدم القدرة على الحسم العسكري لإنهاء المقاومة اللبنانية كما كان الهدف ببداية العدوان وعدم كفاية الـ 1701 لضمان أمن اسرائيل عملياً لا يبقى أمام الاسرائيليين الا طريق وحيد سبق وأضاعته بوصلتهم وأمامهم فرصة جديدة اليوم للعودة اليه.. انه طريق المفاوضات والأرض مقابل السلام.