Note: English translation is not 100% accurate
لبنان تقدم ولم يتراجع
الخميس
2006/8/24
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1481
بقلم : محمد بسام الحسيني
كثرت في الآونة الاخيرة التقارير المحلية والدولية التي تتحدث عن «عودة لبنان سنوات إلى الوراء».
فبعض الدراسات توصلت الى ان العدوان اعاد البلد لما قبل 10 سنوات مضت ومنهم من حدد التراجع بـ 15 سنة ـ كما اشار برنامج الامم المتحدة الإنمائي ـ او 20 سنة كما تعهد رئيس وزراء العدو ايهود اولمرت ببداية الحرب... والحقيقة ان كل هذه الدراسات مع احترامنا لأسسها العلمية في تحديد كلفة الخسائر من المنظور الاقتصادي البحت عبر خبراء ومتخصصين كمرحلة اولى، ثم قيام هؤلاء بتقييم حجم الخسائر زمنيا وتحديده بعدد محدد من السنوات، إلا اننا نرى ان عملية التقييم لا يجوز ان تتم بهذه الطريقة المبسطة، بل لابد من اجرائها في اطار صورة اوسع بكثير تأخذ بالاعتبار التعويضات التي حصل عليها لبنان وتبرعات ابنائه والمكاسب التي حققها سياسيا واجتماعيا وثقافيا وانسانيا واعلاميا، وغير ذلك من المجالات القيمية التي شهدت تقدما لصالح لبنان لو تم اخذه بالاعتبار سنجد ان البلد كسب ولم يخسر، وان حالة الانتصار المعنوي التي يشهدها البلد ترتكز على ارضية صلبة.
لو عدنا الى الافلام الوثائقية وشاهدنا حجم الدمار في لندن المهدمة بالكامل بل المسحوقة وفي باريس وبرلين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لقلنا ان الحرب اعادت تلك المدن قرونا الى الوراء ومع ذلك وبمساعدة خطة مارشال وتضامن الغرب والولايات المتحدة معها تمكنت كل حاضرات اوروبا الغربية المدمرة من النهوض من تحت الانقاض بسرعة قياسية ولم تحتج قرونا لتستعيد بريقها.
اذن لبنان الذي يحظى بدعم اصدقائه اليوم الذين بدأت مساعداتهم تصل بمليارات الدولارات وتبرعات ابنائه بالداخل والخارج لإصلاح الجسور المدمرة والبنية التحتية بأسرع ما يمكن قادر على اعادة بناء ذاته بصورة اجمل واروع كما في كل مرة، ورغم كل المآسي وعذابات الجرحى وتضحيات الشهداء وبعد هول الحرب التي لم تهدأ تماما بعد، ستتاح للبنان فرص للعمل والتنمية والتقدم بوتيرة اسرع بكثير من تلك التي كانت قبل 12 يوليو.
وبما ان منطق قياس الخسارة والمكسب بالمنظور الاقتصادي وحده يبقى قاصرا، لابد من الاشارة لما حققه لبنان بفضل مقاومته من مزيد من الوهج واللمعان والألق في صورته أمام العالمين العربي والاسلامي وشعوب العالم الحر. فاجتماعيا، اعطت الحرب فرصة للبنانيين ليثبتوا انهم قادرون على الاتحاد والصمود مسيحيين ومسلمين بوجه عدوهم الصهيوني متعالين عن خلافات السياسة اليومية مهما تعمقت، واعلاميا كان لبنان دولة الصمود بوجه اعتى آلة عسكرية واكبر حملة غطرسة وتحد واستطاع ان يواجهها على مرأى العالم.
وعسكريا، اعطت المقاومة اللبنانية دروسا جديدة في ان حركات المقاومة الشعبية قادرة علي اذلال اكبر الجيوش مهما كانت درجة تسلحها. ويطول الحديث بهذا المجال والذي نختصره بعبارة واحدة: نعم لبنان تقدم ولم يتراجع.