Note: English translation is not 100% accurate
أهم نتائج الحرب
الأربعاء
2006/8/30
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1693
بقلم : محمد بسام الحسيني
ان أهم نتيجة لهزيمة إسرائيل بمواجهة المقاومة في لبنان هي تسليط الضوء على طبيعة المجتمع الاسرائيلي بعد 66 عاماً من تأسيس دولة اسرائيل.
فقد اظهرت هذه الحرب حجم التغيّر الحاصل في نظرة المواطن الاسرائيلي لبلده والهدف من وجوده.
ففي 1948 عند اعلان قيام دولة اسرائيل كان اليهود خارجين للتو من الحرب العالمية الثانية وهول المحرقة النازية، وكانت فكرة «دولة إسرائيل» تمثل الملاذ الآمن لهم بعيداً عن الاضطهاد الأوروبي والكراهية المنتشرة ضدهم في كل مكان نتيجة لتراكمات التاريخ بينهم وبين المسيحيين.
في هذا الجو كان الاسرائيلي عام 1948 والعقود الاربعة التالية مباشرة مستعداً للموت في سبيل الحفاظ على كيانه الذي ناضل تيودور هرتزل وكبار الحركة الصهيونية لإنشائه.
ولم يكن من مانع لديه ان يلجأ لأسلوب العنف والمجازر والتدمير، فالتلمود يبرر له ذلك دينياً في حالات الحرب.
ولكن يبدو فعلا ان الأمور بدأت تختلف، فروحية القتال الاسرائيلي بكل الحروب الماضية ضد العرب كانت مختلفة عما شاهدناه خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان، من خنوع في الجيش الاسرائيلي وميل للاستعراض والتهويل أكثر من الفعالية العسكرية.
كما ان ارقام الهجرة المعاكسة الخيالية التي سربت من السفارات الأجنبية في اسرائيل وتعالي الأصوات المطالبة بوقف الحرب يوما بعد يوم، تعطي دليلا آخر على ان تجفيف أرضية الكراهية لليهود ومعاداة السامية في أوروبا وزوال أسباب الرعب التي سادت خلال الحرب العالمية الثانية بعدها وسابقا خلال مراحل التشدد الديني المسيحي بدأت تنتج أثرها داخل المجتمع الاسرائيلي.
وأي مهاجر اليوم يسأل نفسه: طالما اني لن أعيش برغد وسلام في اسرائيل فلم علي التوجه اليها؟ وتجدر الاشارة هنا الى ان السبب الديني ليس هو الدافع للحفاظ على دولة اسرائيل لأن ديانة اليهود تقوم أصلا على فكرة انتظار ظهور المسيح الحقيقي (بنظرهم) ليؤسس دولة شعب الله المختار من البحر الى النهر، ويعيد شتاتهم اليها، وهنا يطرح السؤال:
ما الداعي للظهور طالما ان الدولة قائمة فعلا؟! مختصر القول، انه لا يجب التفريط بالانجاز الذي تحقق من جنوب لبنان والمناقشة في كلفته الباهظة لا تلغي الواقع الذي «ضبطت فيه اسرائيل عارية»، كما قال محمد حسنين هيكل.
وأهم سبب لحدوث ذلك كان تعرية المجتمع الاسرائيلي واظهاره كمجتمع هش يحميه جيش مسلح بشكل مفرط بإرادة خارجية، ويتغلغل فيه الفساد وتتجذر فيه نظرة المهاجرين الآتين الى اسرائيل على انها بقرة حلوب وملاذ آمن وفرصة أكبر من تلك التي يحصل عليها في مكان وجوده.