محمد الحويلة
العالم يعاني هذه الأيام من العديد من المشكلات ذات الطابع الكوني والتي تتطلب توحيد الجهود والعمل الجاد لوضع حلول لها من خلال استراتيجية مشتركة يتم تطبيقها وفق نظم محددة ومعايير مدروسة وتجنب الآثار السلبية، ولعل من أهم هذه المشكلات التلوث البيئي وما يتعلق به من تشعبات باتت تؤرق بال العالم بشرائحه المختلفة، فالمضار البيئية تصيب الجميع، ولا يمكن لأحد ان يتحصن بعيدا عنها، فالأضرار البيئية تلحق بالمياه الجوفية والأنهار والبحيرات والينابيع التي تشكل المصدر الأول لمياه الشرب والصناعة والزراعة، وبالتالي فان تلوثها يؤدي الى مخاطر صحية ومضاعفات، قد تتكبد الشعوب جراءها خسائر فادحة ماديا وبشريا، والتلوث اذا ما أصاب مكانا ما في البحر فإن الثروة السمكية فيه تتعرض للهلاك وكذلك الكائنات الحية من النباتات والحيوانات البحرية بأنواعها، التي تشكل مصدرا أساسيا للغذاء في العالم ولا ننسى ما أصاب شواطئنا قبل سنوات بسبب المد الأحمر وما لحقه من خسائر بالثروة السمكية والتربة ليست بمنأى عن المخاطر البيئية، فالطبيعة تتعرض لهجمة شرسة من قبل البعض الذين يقيمون المصانع التي لا تراعي المواصفات البيئية لحماية البشر والطبيعة من التلوث بأنواعه المختلفة والذين يقطعون الأشجار ويحولونها الى مواد أخرى أو لاستثمار الأراضي في اقامة المدن السكنية دون زيادة الرقعة الزراعية وما يؤديه ذلك من أضرار وارتفاع لدرجات الحرارة وزيادة ثاني أكسيد الكربون وقلة الأوكسجين وانعدام المساحات الخضراء التي تشكل متنفسا ورئة طبيعية لتنقية الأجواء والتقليل من الأمراض التي اخذت بالانتشار، لاسيما أمراض الرئة والسرطان والجلد والحساسية حتى ان العديد من الدول أخذت بانشاء المحميات الطبيعية والحفاظ على الغابات، وكذلك وضعت ضمن المناهج الدراسية موضوعات بيئية بهدف تنمية الوعي البيئي والحفاظ على البيئة نظيفة بدءا من المراحل الدراسية الأولى، بالاضافة الى وجود دور اعلامي تجاه قضايا البيئة وكيفية المحافظة عليها، ولكن ذلك كله، وان كان يحقق العديد من الفوائد والنتائج الايجابية، الا ان الهدف المرجو لا يتحقق الا من خلال ايجاد قانون لحماية البيئة يضع تشريعات عامة تنظم القواعد والآليات التي تكفل الحفاظ على عناصر البيئة والقواعد الخاصة بحظر تلويث الطبيعة وتحديد أسس التصرف بالنفايات ومخلفات المصانع وطرق التخلص منها، وان تكون هناك عقوبات يتم تطبيقها على المخالفين، وكذلك وجوب الالتزام الدولي بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية والاقليمية وبالحث على التعاون الدولي بهذا المجال.
مجرد سؤال
لماذا لا تكون عندنا في الكويت وزارة خاصة بحماية البيئة من كل ما يلوثها لكي نوفر للناس بيئة صحية، وان تكون لدى هذه الوزارة تشريعات صارمة وامكانات بشرية ومادية تؤهلها للقيام بعملها الهام والحيوي؟
حفظ الله الكويت وشعبها من كل تلوث.