محمد الحويلة
تتبع معظم البلدان نظام استطلاع الرأي والدراسات الاحصائية وفق اسس علمية ومنهجية واضحة لدراسة ظاهرة معينة ومعرفة مستويات الرأي العام حولها ومدى تطابقها مع الواقع، واخيرا فاجأنا مركز «غالوب» الاميركي المتخصص في اجراء الاستطلاعات بنتيجة مذهلة ومخيبة في الوقت نفسه ألا وهي ان الكويت قد حلت في المركز الثاني بين اكثر الشعوب تدخينا وذلك باستطلاع شمل 91 دولة، وبين الاستطلاع ان 37% من الكويتيين يدخنون السجائر بشكل يومي ما يجعلهم ثاني اكبر شعوب العالم تدخينا بعد الشعب الكوبي الذي حل في المركز الاول بنسبة 40%، وتلك النسبة تعتبر مؤشرا خطيرا رغم ما يشوبها من احتمالات للخطأ وتنذر بنتائج كارثية على المجتمع ككل، وهذا الامر يجعلنا ندق ناقوس الخطر للوقوف عند تلك المشكلة التي اضحت ظاهرة بين الشباب، بل انها طالت النساء فأصبحنا نشاهد المراهقين وتلاميذ المدارس وطلبة الجامعات يدخنون وبشكل لافت، كما ان ظاهرة الشيشة انتشرت بين الناس وتحولت المقاهي من اماكن لقضاء الوقت بشرب كوب من الشاي او كأس عصير وتبادل الحديث بين الاصدقاء الى مقصد يرتاده الشباب لتدخين الشيشة، والامرّ من ذلك انك اذا ما توجهت الى احد المدخنين ناصحا اياه بترك التدخين ومعرفا له مضار التدخين الصحية فإنك تجده يسهب معك في الحديث ويقر لك بتلك المضار والآثار، بل ويعطيك الامثلة عن اشخاص قضوا بسبب التدخين فمنهم من اصيب قلبه ومنهم من اعتلت رئتاه واصيب بالسرطان، والبعض تغير لون اسنانه واصيب بأمراض في لثته، وهو ممسك بسيجارته مكابرا ومتجاهلا ما يعرف انه صواب، كنا في السابق نرى القليل من المدخنين، كانوا عادة من كبار السن ومن فئة الرجال، بينما اليوم الوضع انقلب وبات المدخنون هم الفئة الاكثر ضمن اي مجموعة ومن مختلف المستويات العمرية ومن الجنسين ايضا وما يحز في النفس ان الكل يعي مخاطر التدخين والكل يستمر باتباع هذا الداء الذي لا دواء له إلا الارادة الحقيقية والقناعة الذاتية بالابتعاد عنه.
مجرد سؤال
لماذا لا تقوم الدولة بالتشديد على حظر التدخين في الوزارات والمؤسسات الحكومية والمدارس والمرافق حتى تساهم في تقليل التدخين، حيث انها لن تكون قادرة على منعه؟ ولماذا لا تفرض ضرائب اضافية على شركات الدخان؟ ولماذا لا يحسب الواحد منا قيمة ما يدخنه سنويا ويتبرع بها للفقراء والمحتاجين ممن لا يجدون ما يسدون به رمقهم؟ عسى ان يهدي الله الجميع.