محمد الحويلة
جنود مجهولون، مخلصون في أداء واجبهم، يرمون أنفسهم الى مصير مجهول قد تكون نتيجته الشهادة في سبيل إنقاذ أرواح الآخرين وممتلكاتهم، عملهم متواصل، لا تعرف الغفلة الى قلوبهم طريقا، يعملون ليل نهار وفي جميع الايام ومهما كانت الظروف والاحوال فتجدهم يهبون في اشد الاوقات حرارة وفي اكثرها برودة لتلبية النداء ومساعدة الآخرين.. إنهم رجال الإطفاء الذين يصلون الليل بالنهار من خلال عمل فرق الإنقاذ التابعة للإدارة العامة للإطفاء ويقاومون ذلك العدو المفترس المتمثل بالحريق والذي يلتهم الأخضر واليابس، يقفون بوجه النار التي تستعر لتأكل ما في طريقها وتذروه رمادا، والملاحظ في الآونة الأخيرة ازدياد اعداد الحرائق بنسبة كبيرة، اذ بلغ عدد حوادث الحرائق التي كافحها رجال الإطفاء خلال النصف الاول من العام الحالي 2514 حادث حريق أي بمعدل 14 حريقا يوميا توزعت بين حرائق في الأماكن السكنية، واخرى في غير السكنية، وحوادث في وسائط النقل البري والبحري، ولو عدنا الى اسباب هذه الحرائق لوجدنا ان معظمها ناتج عن الجهل والإهمال والقصور وقلة معلومات السلامة لدى افراد المجتمع، وعدم اتخاذ التدابير الوقائية كمطفأة الحريق اليدوية او وجود كاشف للغاز او عدم الصيانة الدورية للتمديدات الكهربائية والتنبيه لاستخدام الاجهزة والحذر من وقوع التماس كهربائي او البعض الناتج عن لعب الاطفال بالمواد القابلة للاشتعال وغير ذلك من مسببات وقوع حوادث الحريق لا سمح الله.
ان رجال الاطفاء يشكلون نسبة لا بأس بها من ابنائنا الذين يضعون ارواحهم على أكفهم ويعملون ببسالة وتفان ويمثلون العين الساهرة على حماية ارواحنا وممتلكاتنا ومؤسساتنا وبالتالي من الواجب علينا جميعا تقدير هذا الدور الذي يقومون به واحترام العمل الذي يؤدونه، وان يصار الى رفع معنوياتهم ومستواهم من خلال زيادة رواتبهم ومنحهم الحوافز والمكافآت التشجيعية لأنهم مثال في العطاء بمختلف مواقعهم ورتبهم ولتكون مهنة رجال الإطفاء محل تقدير الجميع ومهنة جاذبة للشباب المقبل على العطاء، الغيور على مصلحة وطنه وشعبه.
وفي الختام فإن الجهود الطيبة التي يبذلها مدير عام الإدارة العامة للإطفاء ورئيس نقابة الإدارة العامة للإطفاء والعمل الثنائي المشترك لتحقيق مطالب ومكتسبات رجال الإطفاء محل تقدير وثناء المجتمع والمطلوب تكثيف هذه الجهود وتفعيلها حتى تتحقق جميع هذه المطالب العادلة والتي يستحقها هؤلاء الرجال.
مجرد سؤال؟
إن الكويت في مرحلة نمو سكاني سريع وتشهد تزايدا في المساحات العمرانية سواء في البيوت السكنية او العمارات او المجمعات التجارية والأسواق، وكذلك ازدياد اعداد المركبات، فلماذا لا تكون هناك حملة توعوية بأخطار الحرائق وبمسبباتها وبطرق الوقاية منها والإسعافات الأولية، على ان تشرف عليها الادارة العامة للاطفاء ووزارة الصحة بمشاركة نقابة العاملين في الادارة العامة للإطفاء وبالتنسيق مع وسائل الاعلام المتنوعة وتأكيد عنصر المشاركة المجتمعية، وتوجيه هذه الحملة الى جميع افراد المجتمع ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص.
والله من وراء القصد.