تابعت من خلال محطتي مقابلة تتحدث عن النائب السابق مسلم البراك ولقد اسوقفتني عبارة عن مكانة البراك الذي حدا بالناس ـ على حد قول المتحدث ـ للخروج بكل عفوية للمطالبة بإخراجه من سجنه وهنا موطن التأمل في هذا الكلام. فمما لاشك فيه ان للبراك محبة ومكانة لدى بعض الناس لكن تحرك تلك الجموع من أماكن مختلفة وفي نفس الوقت وقيام البعض بعمليات دهس يوحي بأن المسألة أكبر من كونها حبا ومودة بل تخطيط مع سبق الإصرار والترصد لعمل شيء ما حتى لو أدى الى تصادم ودماء.
إن الجموع التي خرجت إنما خرجت بتخطيط دقيق هادف نحمد الله أنه لم يحقق هدفه الذي كان من المحتمل جدا أن يؤدي الى إخلال الأمن بالسجن بالشكل الذي يمكن معه هروب بعض المجرمين وهو أمر لا يحبه أي غيور على هذا المجتمع بغض النظر عن موقفه من الصراع السياسي الدائر، لكن يبدو أن البعض لا يرى إلا شيئا واحدا هو الهدف الذي خرج من أجله أيا كانت العواقب أو النتائج أو الأضرار غير المقصودة.
العتب والمسؤولية هنا يقعان على من نظم ورتب ودعا لذلك التجمع حيث يفترض به أن يكون على علم ودراية واطلاع بما سيؤدي إليه ذلك التخطيط.
باعتقادي أن المسألة لم تكن فقط التضامن مع البراك او المطالبة بإطلاق سراحه، حيث أعلن محاميه قبل المسيرة عن عزمه رفع كتاب تظلم للمحكمة للإفراج عن البراك لكن النية كانت مبيتة من البعض بالقيام بتلك المسيرة للتحدي والإمعان في فرض الرأي وكان استخدام التظاهر والدهس هما الرسالة الواضحة على العزم على المضي قدما في طريق المعارضة بأي شكل كان بما يستوجب على قوات الأمن أن ترفع من أسلوب تصديها وأدواته لدرجة أن تسيل الدماء، وهذا كما يبدو ما تراهن عليه المعارضة رغم اتباع الداخلية لخطوات ضبط النفس وخفض سقف المواجهة وكذلك الرسائل التي أرسلتها عبر التحذيرات وإطلاق سراح بعض الموقوفين وان كنت لا أوافق عليها لكنها على أية حال رسائل تهدئة فسرتها المعارضة بأنها ضعف وخوف فتمادت في غيها.
[email protected]