أقدم لكم خالص التهنئة بقدوم شهر الله المعظم، وأتوجه إلى العلي القدير أن يبارك لنا جميعا في شهر رمضان وان يجعله مائدة الحب والتعاون والأخوة بين جميع المسلمين وان يشمل بفيوضاته كل من ينبض قلبه بمشاعر الإنسانية، وأن يهدي قلوب متحجرة ونفوس جامحة، كي تعود الى فطرتها الطيبة التي فطرها الله عليها كي تنعم الأرض بخير ربها ويعم الأمن والرخاء أرجاء المعمورة.
في هذا الشهر تجد القلوب جميعها (إلا من كتب الله عليها العمى والضلال) تتجه إلى بارئها وتتقرب إليه بمختلف الوسائل طلبا لمغفرته ورجاء لعفوه ولا غرو في ذلك فإن ذلك من فيوض الله في هذا الشهر الكريم، إذ إن رحمة الله تتنزل على الناس جميعا فتتلقفها القلوب التي لاتزال تحمل بذرة الإيمان وتنتعش بها النفوس التي وإن أثقلها حب الدنيا أو كثرة المعاصي لكنها تبقى تحمل في داخلها حب الخير والخوف من الله وان قل، وهذه الفيوضات نفحات من رب العالمين وأبواب للتوبة والرحمة فتحها لهم فتجد كل إنسان يبتهل ويدعو ويسعى للخير ويحافظ على صحة صيامه ويسعى للمزيد من أعمال الخير، وهذه إحدى كرامات ومزايا شهر رمضان.
لكن يبقى أناس لا يعني لهم شهر رمضان شيئا بل لا يزدادون إلا عتوا وقسوة إما باعتقادهم انهم افضل من غيرهم وبالتالي فإنهم لا يجدون ما يقدمونه أكثر مما كانوا يقومون به، أو بإعراضهم عن الخير الذي تصبه السماء على الأرض من عطاء شهر رمضان ورحماته، فالشــقي كل الشقي هو من حرم غفران الله بإعراضه عن تلك الفيوضات.
فهنيئــا للصائمين القائمين، جعــل الله هــذه الأيام المباركـــة لنــا رحمــة وبركــة ومغفــرة.
[email protected]