كم هو محزن أن نجد لجان الكويت التعاقدية تغادر إلى مختلف بقاع الأرض بحثا عن كوادر وظيفية في تخصصات مختلفة في حين تعيش بين ظهرانينا ثروة بشرية هائلة تسعد دول العالم بتوافر مثلها لديهم وكأننا فعلا نخرب بلدنا وبيوتنا بأيدينا لنكون أسرى حاجتنا للآخرين وضحايا سطحية وجهل الكثير منهم.
وبذلك تردت خدماتنا وهدرت إمكاناتنا وفوق ذلك أضحت أسرارنا بيد الغير من مختلف الجنسيات، ليست فقط أسرارنا العسكرية بل والاجتماعية والاقتصادية.
وقد حذر من هذا الوضع المختصون ومن يحملون هم الكويت ويتحرقون لمصلحتها، لكن أصحاب المصالح والنفعيين لهم مآرب أخرى.
توجد لدينا شريحة كبيرة من الأفراد يسمونهم «البدون»، هذه الفئة بإمكانها وبتكاليف بسيطة أن توفر للكويت كل ما تحتاجه من عنصر بشري في أي من قطاعات العمل، هذه الفئة فقط تحتاج لقليل من الهواء النقي لتتنفسه بعيدا عن عراقيل ومعوقات تخلقها لهم لجنة البدون أو ما تسمى اللجنة التنفيذية للمقيمين بصورة غير قانونية وهي التسمية المعيبة جدا والمحرجة للكويت أمام دول العالم.
إذا كان البدون لا يستحقون الجنسية الكويتية فما المانع من منحهم إقامات تستفيد من مردودها الدولة وتسمح لهم بالدراسة في التخصصات الفنية التي يهرب منها أبناء الكويت الذين يفترض فيهم أن يبادروا إليها.
وحين يتخرج أولئك البدون يسمح لهم بالعمل في المجالات التي تتسابق لجان التوظيف والإعارة للسفر والبحث عن الكوادر المطلوبة والتي كثيرا ما لا تأتي بالنوعية المطلوبة. وحينذاك نوفر على الدولة ليس مصاريف اللجان وسفرها بل حتى المزايا التي تبذلها الدولة لاستقطاب تلك الكوادر.
أبناء البدون نشأوا وتربوا في الكويت فهم أعرف بالعادات والتقاليد، وسيحرصون على مراعاتها وصونها لأن ذلك يمسهم هم بالدرجة الأولى، وهم أبناء البلد ويهمهم جدا المحافظة على أسراره ومصالحه.
وهم لن يخذلوا الكويت حين تتعرض لمحنة (لا سمح الله) ويهربون لأوطانهم. وهم لا يستنكفون من العمل في أي مجال لأن ما يهمهم هو الرزق الحلال والعمل الشريف. فدعوا عنكم النظريات الجوفاء التي تطلقها لجنة البدون أو اللجنة التنفيذية تلك. وافتحوا لأبناء البدون أبواب التعليم والدراسة واستفيدوا من المتعلمين منهم كي يحملوا تقدم الكويت على أكتافهم.
أما من يقطنون في الأبراج الإسمنتية وخلف مراوح التكييف من منظري ومسؤولي اللجنة التنفيذية تلك فنسألهم أن يكرمونا بصمتهم الأبدي فقد باءت جميع خططهم بالفشل ولم نحصد منها إلا مزيدا من الإحراج أمام العالم وهم يشاهدون ويسمعون بكل حواسهم كيف تفتح دول العالم المتحضر أبوابها أمام آلاف الهجرات الإنسانية من مختلف القوميات وتوفر لهم العيش الكريم والعمل الشريف، فمن العيب المخجل أن نكون نحن أبناء الإسلام (دين الإنسانية) اقل من أولئك إنسانية.
[email protected]