من المؤسف حقاً أن نجد بعض شركات الطيران العالمية الكبرى تنظر بعين الشك وعدم الارتياح الى إجراءاتنا الأمنية في المطار، ذلك المرفق الحساس الى الحد الذي سمعنا فيه عن إيقاف رحلاتها الى الكويت بسبب التراخي الأمني الذي يمارسه، وبكل أسف، بعض العاملين في أمن المطار الذين يفضلون النظر في هواتفهم بدلا من النظر في أجهزتهم التفتيشية أو الى القادمين وما يحملونه، فضلا عن حوادث تهريب بعض المشبوهين التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام في حينها الى الدرجة التي جعلت إدارة المطار تستعين بشركة أجنبية للقيام بعملية ضبط أمن المسافرين وتفتيش الأمتعة.
عدم الثقة هذه أيضا تمثلت في اعتماد المطار الجديد من قبل إدارة النقل البريطانية من حيث الإجراءات الأمنية، كما يصل حاليا فريق أميركي لنفس الغرض والتحقق من سلامة تلك الإجراءات.
هذا الخبر الذي يزفه لنا مدير إدارة الهندسة ورئيس فريق مبنى T4، وإن كان يحمل لنا اطمئنانا نفسيا، لكنه يعكس وبشكل لا مواربة فيه عدم ثقة العالم بمعاييرنا وإجراءاتنا وشخوصنا، وهي مصيبة عظمى انحدرنا إليها بفضل قلة قليلة تنصلت من المسؤولية وتخلت عن الوطنية وبحثت عن الراحة في عمل ومجال لا يؤثر على سمعة الكويت الدولية فحسب بل يتعلق بحياة المواطن وسلامة البلد. هذا الخبر لا يسر أبدا لأنه يعكس عدم جدارتنا بالثقة الدولية الى الدرجة التي جعلت الدول تفتش على أعمالنا وتشرف عليها.
على الحكومة أن ترتقي باختيار الأفراد الذين توكل لهم الإدارة والإشراف على هذه المواقع الحساسة، وأن تحرص على أن يتوافر لدى هؤلاء الانضباط والمهنية وحسن التعامل والرقي الأخلاقي، ولا نعرف فعلا مدى التدريب الذي توفره لأولئك الأفراد ومدى إشراكهم في مؤتمرات دولية للتعرف على طرق التفتيش الأمني ووضع البروتوكولات الأمنية الخاصة بالكويت والحرص على اتباعها بكل دقة وحرص.
[email protected]