لقب «أم أبيها» أطلقه رسول الله الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم على ابنته البتول فاطمة صلوات الله وبركاته عليها، وهذا اللقب إن دلّ على شيء فإنما يدل على العلاقة بين ذلك الأب العظيم وابنته وهي مقولة بحق تفرض على كل أب ان يراجع علاقته بابنته وأن يرتقي بها كي تكون ابنته أمه الثانية التي تحنو عليه وترفع شأنه.
وللأسف الشديد، إن التاريخ لا ينقل لنا تفاصيل تلك العلاقة النبوية أو معالمها وغفل جانبا مهما من حياة النبي ألا وهو الجانب الأبوي والأسري خاصة إبان الفترة المكية.
أضف إلى ذلك أن التأريخ لم ينصف الزهراء البتول بنقل تفاصيل حياتها التي تربت عليها على يد الوحي ولا أسلوب تربيتها لأبنائها ولا حتى أبعاد حياتها الزوجية، وهي التي سماها أبوها «سيدة نساء العالمين».
وكأنها تعيش في كوخ منعزل على أعتاب جبل المدينة لا دور لها في الحياة مطلقا ولا أحد يعرف عنها شيئا.
إنني لا أشك في أن للبتول الزهراء مساهمات اجتماعية وثقافية وأن لها آراء ورؤى في الحياة آنذاك، كيف لا والتأريخ ينقل لنا خطبة بليغة لها بعد وفاة أبيها في المسجد النبوي وعلى مسمع من الصحابة تفسر فيها أحكام الإسلام وعلل أو قل فوائد العبادات المختلفة.
مواقف الزهراء وإن طمسها التاريخ الإسلامي لكنها بكل تأكيد موجودة وإنها لدعوة للكتاب لأن يشمروا عن سواعد البحث ليتحفونا بالكنوز الفكرية لأم أبيها صلوات الله على أبيها وعليها وعلى أهل بيتها.
[email protected]