تصفحت كثيرا من مواقع الفتاوى الإسلامية واليوتيوب لمعرفة الكثير عن ليلة النصف من شعبان، فوجدت جميع تلك القنوات والمواقع تؤكد أهمية ليلة النصف من شعبان وتروي جميعها حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مفاده أن الله جل وعلا يطلع إلى أهل الأرض تلك الليلة فيغفر للمؤمنين.
وحاولت أن أجد علة هذا الاهتمام من قبل الرسول الكريم بهذه الليلة فلم أجد شيئا وهذا غريب جدا فليس من عادة الرسول صلى الله عليه وآله ألا يبين للأمة سبب عظمة ليلة أو شهر كما أنه ليس من عادة الصحابة ألا يستفهموا عن علة ذلك الاهتمام فلابد أن في الأمر سرا.
وبعد مزيد من التقصي عرفت أن تلك الليلة أكرمها الله بفضله وخصها بعنايته لأن في فجرها ولد الإمام المهدي المنتظر الذي ادخره الله عز وجل ليصلح العالم في آخر الزمان ويعمل على تطبيق شرع الله بعد أن يعم الفساد في الأرض، كما عبر عن ذلك الرسول الأعظم عليه وعلى آله الصلاة والسلام على ما جاء في سنن أبي داود بقوله «لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا» إلى غير ذلك من الأحاديث النبوية التي صرحت بظهوره في آخر الزمان على ما روته أمهات كتب الحديث. ولقد حاول عتاة بني العباس إخفاء هذه العلة خوفا من تمسك الناس بها وانقلابهم على فساد الخلفاء العباسيين.
فعظمة الليلة من عظمة وليدها ولست أستغرب من ذلك فكانت دعوة من الرسول العظيم إلى التنبه لهذا الأمر والحرص على البحث عن سبب إضفاء تلك الأهمية لهذه الليلة. من هنا فلست أتفق مع بعض الأقوال التي تبرز أهمية تلك الليلة ولكنها لا تشجع أو تدعو المؤمنين إلى إحيائها بالعبادة والدعاء والتهجد لأن ذلك لا يستقيم مع ما أخبر به النبي عن خصوصية هذه الليلة.
فمن الأجدر على العباد حين يطلع الله عليهم ليغفر لهم أن يكونوا في عبادة وطاعة وتضرع.
جعلنا الله جميعا ممن عمل بأحكام دينه وتمسك بوصايا نبيه وسار على هديه.
[email protected]