كم هو مفرح أن تجد الأطفال ببراءتهم يتنقلون بلهفة وسرور بملابسهم المزركشة والملونة يطرقون الأبواب صادحين بأصواتهم الملائكية «سلم ولدهم يا الله» أو «عادت عليكم صيام» فيضفون على الحياة رونقا ويملأون «الفرجان» حيوية وهم يحيون عادة القرقيعان فتجد الحركة البشرية في شوارع المناطق وبين البيوت بعد خطفتها السيارات المتسارعة وأرعبتها أنماط السياقة المجنونة فانعدم الجانب الحلو الحيوي الشعبي من نمط الحياة.
وأجدني لزاما علي أن أقدم خالص ثنائي وشكري للشخصية والأشخاص الذين حرصوا على إحياء تراث الكويت الشعبي عبر الإصرار على نشر القرقيعان وإحياء ممارسته بعيدا عن الانغلاق الفكري الذي عم البلاد في فترة من الفترات فأخذ بالقضاء على بعض العادات الشعبية بحجة تفسير مشوه ومتكلف للإسلام.
القرقيعان كعادة شعبية بغض النظر عن أساسها الديني المتمثل بتهنئة النبي الكريم صلى الله عليه وآله بولادة حفيده البكر الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما صلوات الله وبركاته (قرة عين الرسول صلى الله عليه وسلم).. كعادة شعبية تعيد للكويت بعضا من نمطها الشعبي وإضفاء جو فولكلوري وتراثي على حضارة الإسمنت التي صبغت حياتها وما أحوجنا إلى هذا النوع من النقلات الاجتماعية لنعود إلى حياة البساطة والحب الاجتماعي بما يشيع جو البهجة على الصغار والكبار ويعطي للحياة طعما مختلفا والذي أتمنى أن أجده في المناطق والضواحي هي تلك الألعاب الشعبية والدوارف مقامة في الأعياد والأفراح والمناسبات الوطنية وأحض المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أن يعمل على إحياء مثل تلك العادات الجميلة وبنفس أساليبها وأدواتها فهذه العادات التي نريد إحياءها وهذه التقاليد التي نأمل الاهتمام بها وهي التي كانت تعم جميع أنحاء الكويت وتسعد كل أبنائها بدلا من تقاليد غير موروثة مستوردة من هنا وهناك سميت تجاوزا وتجنيا «الموروث الشعبي» وعساكم من عواده.
[email protected]