بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك أزجي أعطر التحيات للأمة الإسلامية جمعاء وأهل الكويت بشكل خاص ولجريدة «الأنباء» الغراء وقرائها، داعيا المولى جل وعز أن يعيد عليهم هذه المناسبة الكريمة وهم بخير وعافية.
وردت خطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله قبل دخول شهر رمضان، قال فيها: «واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه»، فالمقصود هنا إذن تدريب عملي على تحمل الجوع والعطش وكأن ذلك من مستلزمات الصيام الحتمية كي يكون منبئا عن يوم الجوع الأكبر.
ولعل السؤال الذي يجب طرحه على أنفسنا هل فعلا شعرنا بجوع وعطش في هذا الشهر العظيم، ومناسبة طرح السؤال هو غمر موائدنا الرمضانية بكل ما لذ وطاب وبشكل يفوق المبالغة فأي جوع او عطش أو إحساس بهما يتولد مع ذلك! أضف إلى ذلك قصر فترة العمل الرسمي بما لا يشجع إلا على الكسل وقلة المجهود وكأن فريضة الصيام جاءت لتشجيع الصائمين على طلب الراحة وقلة الإنتاج وليس لتربية النفس وتعويدها على الخشونة ونبذ الترف.
لقد حولنا تعاليم الإسلام إلى طقوس خالية من أي مضمون أو روح ومظاهر ترف، فلم تكن جهود النبي عليه وآله سلام الله وبركاته لتحول تعاليمه إلى ديكورات تصيغ سلوكنا وهي (أي التعاليم) إنما أوحيت إليه إلا لتصقل شخصية الإنسان وترتقي بها.
فالحجاب تحول الى عرض أزياء بالضيق، والحج تحول إلى رحلة سياحية زاخرة بأنواع الترف، والصدقات الجارية غدت مظاهر تنضح بألوان الزركشة والديكور الباذخ، وهكذا باقي جوانب الإسلام التي لم يجد الخطباء والوعاظ الفرصة لتصحيح أسلوب ممارستها فأدخلونا في متاهات الخلافات وإثارة الفتن وإضفاء الأهواء الشخصية وإلباسها ثوب الشرع والدين. إن مصيبة الدين فينا عظيمة.
[email protected]