أطلت علينا مذيعة تلفزيونية من إحدى القنوات وليتها لم تطل، حيث أدلت بقول ينضح بالسفاهة وقلة الذوق ويحمل إساءة للشعب الكويتي وذلك حينما صرحت بأن عامل النظافة حين يسلم عليها ترد عليه السلام وتقول له «ماني معطيتك شي» بمعنى أن سلامك هو للحصول على مبلغ من المال.
وأقول لجنابها وما الضير في ذلك؟ وما يضرك لو أهديته أو تصدقت عليه بربع أو نصف دينار مساعدة له وهو الذي يقف في ساعات نهار الصيف الحارقة لينظف مدخل بيتك وأنت تصرفين الدنانير على الكاباتشينو والقهوة؟
هذه النفسية المتعالية والتي لا تحمل أي بعد أخلاقي لا تمثل الكويتيين، فهناك فيديو انتشر لسيدة محسنة كويتية وهي تقوم بشراء مجموعة من «فوط التنشيف» من بائع عند الإشارات الضوئية بشكل يومي كما تقول من غير حاجة لها وإنما للتخفيف عن ذلك الرجل من وقوفه في ذلك الموقع في لهيب شمس الكويت للترزق وتحصيل لقمة العيش بشرف.
وهذه المحسنة لم تتباه بما فعلته ولم تحاول أن ترسل رسالة معينة عبر موقع إعلامي كما فعلته تلك المذيعة التي بحكم موقعها وعملها تنقل صورة للعالم أجمع عن الواقع الكويتي أو بالأحرى واقع يعيشه بعض الكويتيين نحن بريئون منه كل البراءة، فهي في الحقيقة لا تعكس إلا طبعها وطبيعتها لكن ذلك قد لا يدركه من يشاهد القنوات التلفزيونية.
لقد ورد في أخلاق أهل البيت النبوي أنهم كانوا لا يدعون السائل يذكر حاجته وإنما يطلبون منه أن يكتبها على الأرض دون أن ينظروا إليها حفظا لماء وجهه وكرامته.
كما ورد في تعاليمهم القرآنية أنهم قالوا إن صاحب الحاجة «لم يكرم وجهه عن سؤالك، فأكرم وجهك عن رده» كما ورد عن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام.
لكن أنى لمن لا يملكون من مؤهلات إلا حسن الصورة وأناقة الملبس أن يسبروا غور تلك الدرر الأخلاقية أو أن يتلبسوا بها!
إذا كان ذلك المسكين وطمعا في كرم أهل الكويت اتخذ من إلقاء السلام وما تعنيه هذه التحية العظيمة من معان سامية (نحن ندركها إن لم يعرفها هو) أسلوبا كريما لطلب الإحسان فما المانع من رد هذه التحية بأحسن منها، وإن لم يرد أحد أن يقدم له المساعدة أو الإحسان فليس أقل من رد السلام إجابة له من دون تجريحه أو إحراجه وهو الذي لا يملك من أمره شيئا إذ كيف لعامل نظافة فقير من دولة فقيرة أن يجابه لسان امرأة كويتية.
لله كم يسيء الإعلام لهذا المجتمع بسبب سوء اختيار من يمارسه ويتصدى له.
اللهم إنا نبرأ إليك مما يفعل السفهاء من قومنا.
[email protected]