محمد الخالدي
يحكى أن رجلا قال لابنه انه سيزوجه من احدى البنات، فرد عليه الابن بأنه يريد أن يتزوج البنت التي يختارها هو، فقال له الأب ولكن هل تعرف من البنت التي اخترتها لك؟ انها ابنة بيل غيتس (صاحب شركة ميكروسوفت وأغنى رجل بالعالم) فرد الولد «آها» في هذه الحالة موافق بالتأكيد. ثم توجه الأب الى بيل غيتس وقال له ان لديه أفضل عريس لابنته، فقال له غيتس ان ابنته صغيرة على الزواج وانه يريدها أن تختار زوجها بنفسها، فقال له الرجل: ولكن هل تعرف من العريس؟ انه شاب طموح ويشغل منصب نائب مدير البنك الدولي، فرد غيتس بانه في هذه الحالة موافق بالتأكيد. ثم توجه الرجل إلى مدير البنك الدولي وقال له عندي لك أفضل شاب يمكن أن تضعه في منصب نائب المدير، فرد المدير: إن هناك آلاف الموظفين الأكفاء، فلماذا يضع هذا الشاب الجديد نائبا للمدير «حتة وحدة»؟ فقال صاحبنا «الفهلوي» ببساطة لأنه زوج بنت بيل غيتس، فوافق المدير بلا تردد!
تذكرني هذه الحكاية بما يجري على الساحة السياسية في البلاد هذه الأيام من تفاوض على طريقة صاحبنا «الفهلوي» الذي استطاع أن يعين ابنه نائبا لمدير البنك الدولي ويزوجه أيضا من ابنة بيل غيتس «بخبطة واحدة». كتلة برلمانية تفاوض الوزير الفلاني على المنصب العلاني ليس لأنه الأفضل أو الأكفأ وإنما لأنه «ولدهم»، نائب محترم يفاوض وزيرا فاضلا لتعيين «ولدهم»، تيار سياسي مشهور بقدراته الكبيرة في توجيه الفتاوى الشرعية في أي اتجاه يختاره، يفاوض الوزيرة لتعيين «عيالهم» في المناصب التي يريدونها... الخ. هذا هو حال البلد وهذه هي طريقة التعيين المعمول بها حاليا، وأي وزير يخالف مطالب النواب فإنه سيواجه بالاستجواب بكل تأكيد.
والمشكلة أن الاستجواب الذي من المفترض أنه يحمل مجموعة من المخالفات يبقى حبيس الأدراج ولا يخرج إلا عند الحاجة، والحاجة هنا بالتأكيد ليست مصلحة البلد وإنما مصلحة «عيالهم».
وقفة
نحمد الله على ما أنعم به علينا في بلد الخير من ترابط وتراحم وتكافل بين أبناء هذا الوطن، فمازالت برقيات التعازي ترد إلينا بوفاة والدنا رحمه الله ورحم أموات المسلمين جميعا، فإلى كل من أرسل برقية عزاء نقول جزاكم الله خيرا وعلى رأسهم والدنا الكبير سمو الشيخ سالم العلي ألبسه الله ثوب العافية والى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، والشيخ ناصر صباح الأحمد، والشيخ د.محمد الصباح، والشيخ د أحمد ناصر الصباح، ووزير العدل جمال الشهاب ووزير الكهرباء والماء م.محمد العليم، وكل من شاطرنا الحزن جزاهم الله جميعا خيرا.