محمد الخالدي
اعتقد اننا وصلنا الى مرحلة بتنا فيها بحاجة الى عقد مؤتمر «للمصالحة الوطنية» بين اعضاء مجلس الامة والوزراء. فحالة الشد والتأزم والتهديد بالاستجواب لمجرد ظهور خبر بوجود خطأ في احدى الوزارات، تدل على ان العلاقة بين السلطتين لا تسير بالصورة المطلوبة، وكأنهما في حالة «زعل».
ولذلك نعتقد اننا بحاجة لوقفة محاسبة مع الذات، وان ننظر الى ما وصلنا اليه من جمود وركود بسبب العناد السياسي ومحاولات «تكسير العظام» المتبادلة.
من الحماقة ان نتوقع نتائج جديدة في ظل ممارسة نفس الاسلوب، فتكرار التجربة بنفس الظروف لن يأتي بجديد، هكذا يقول المنطق، والصراع الدائر بين اعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية منذ فترة ليست بالقصيرة يعبر بوضوح عن تكرار نفس الممارسة السياسية، فهل تريدوننا ان نتوقع حدوث معجزة وان نحصل على نتائج جديدة من شأنها ان تنهض بالبلاد من هذه العثرة؟!
هنا يأتي دور مؤسسات المجتمع المدني بالتأكيد، واتصور ان جمعية الصحافيين وجمعية المحامين تأتيان في طليعة هذه المؤسسات، فما احـوجنــا الــى عقد اجتمــاع بيــن اقطـــاب السلطتين بـــأسلوب جديد حتـــى نحصل على نتائج جديدة ونعيد مسيرة العمل والاصلاح الى الطريق السليم.
اجتماع او مؤتمر وطني يجمع اهل العقل والحكمة تطرح فيه اسباب التعثر والحلول الممكنة لتجاوزها، مؤتمر يشار فيه الى مكمن الخلل، يعترف كل طرف بمسؤوليته ويعلن عن صدق نواياه للإصلاح، ويقول ما له وما عليه لنبدأ من جديد.
هنــــاك نكتة قـــديمــة تقـــول إن احــد الازواج «زعـل» مــع زوجـتـه وقــرر ألا يكلمهـا، فكتـــب لها ورقــة يقـــول فيهـــا «قعديني الساعة 6 علشان اروح الــدوام»، ولكنه عنــدمـــا قـــام مـــن النوم نظر للساعة فوجدها العـاشـــرة صباحـــا، فــأخذ يصرخ على زوجته ويلومها، فأمسكت بورقة وقـــدمتها له، وكانت قــد كتبت علــيه «اقعد.. اقعــد.. الساعــة صــارت 6»، لا ادري لماذا اتـــذكــر هــذه النكتة كلما جــاء الحـديـث عـن العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية!