أنتمي لجيل السبعينيات الذي فتح عيونه على مسلسل الأقدار عام 1977، فتكونت بينه وبين عمالقة الفن الكويتي الأصيل علاقة فرح وابتسامة وضحكات رسمها هؤلاء الكرام، حفظنا أعمالهم وعشقناهم وكبرنا معهم، كانوا جزءا من حياتنا، بل جزءا كريما من أسرنا جميعا، دخلوا بيوتنا وزرعوا البهجة في قلوبنا، عشنا معهم وتعلمنا منهم، ولانزال إلى اليوم، نردد أقوالهم وتعليقاتهم ونكاتهم وقفشاتهم، وإذا أردنا أن نرسم ابتسامة في وجه عزيز، نرسل له رسالة فيها أحد المشاهد من أعمالهم، لذلك لا غرابة في أن نبكي رحيلهم، وكم بكينا لرحيلهم المؤلم الواحد تلو الآخر، إلى أن جاء اليوم الذي نبكي فيه العملاق والرمز عبدالحسين عبدالرضا رحمه الله، رجل لا يزايد أحد على كريم خلقه ووطنيته وعبقريته وحبه للجميع.
عبدالحسين عبدالرضا اختار الفرح، واستثمر في الابتسامة، وراهن على المحبة، فبادلته الجماهير الحب والاحترام والتقدير والدعاء الصادق له في ظهر الغيب. وليس غريبا أن يتجاوز محبوه حدود الوطن الحبيب الكويت، إلى حدود العالم كله، فهو لم يبخل بالابتسامة يوما، ووزع الفرح على الجميع في كل مكان، بلا تمييز. ولم يكن يوما أسير انتماء غير انتمائه لوطنه وإنسانيته الكبيرة، فعالج في أعماله الخالدة قضايا الناس وهمومهم، حارب الفساد ودافع عن البدون وانتقد السلبيات، دون أن يجرح أو يهين أو يبتذل، بل كان دائما عبقري الموقف وأصيل المبدأ وبعيد النظر.
رحمك الله أبا عدنان، والله لقد أبكانا رحيلك، فإن لم يكن في مسيرة 56 عاما من العطاء المميز ما يستوجب علينا الوفاء لك فأي معنى للوفاء يبقى إذن؟! وخالص العزاء لأهله الكرام ومحبيه في كل مكان، ونسأل الله العلي القدير أن يكتب له الرحمة والمغفرة ويسكنه فسيح جناته، وأن يسعده في الدار الآخرة كما أسعدنا في الدنيا، ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا ويحفظ علينا نعمة الأمن والرخاء والوحدة والمحبة والسلام، فهذه كانت دائما رسالته ودعاءه.. اللهم آمين.
[email protected]