نشر الصحافي الإسرائيلي «الديد بيك» مقالا في صحيفة «يديعوت احرنوت» ذكر فيه دخوله للكويت ومكوثه فيها مدة عشرة أيام وانه بحث في زيارته المشئومة الوضع الكويتي من الداخل عن كثب كما سلط الضوء في مقاله على الحالة الكويتية منذ تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم إلى هذا العام ولم ينس «وحدتنا الوطنية الهشة» والمشاكل السياسية بين المجلس والحكومة حتى ان حرارة الجو في الكويت ونسبة الرطوبة كان لهما نصيب في مقاله وعلى ضوء هذا المقال خرج بعض النواب «ألهمهم الله الصبر» وصوبوا سهام النقد باتجاه وزارة الداخلية ووزيرها الشيخ جابر الخالد دون الانتظار لردود الوزير وتبيان الحقيقة واجتمع أغلب الناشطين السياسيين (الذين فاق عددهم عدد البطالة في الكويت) بالهجوم غير المنطقي على وزارة الداخلية ووزيرها بل الأدهى والأنكى والأمر في الموضوع أن احد النشطاء المغمورين قال حرفيا «لا يطهر هذا الدنس الإسرائيلي لأرض الكويت إلا استقالة وزير الداخلية المسؤول الأعلى عن هذا الموضوع» قال هذا الكلام قبل أن نسمع رد وزير الداخلية ودون الاكتراث لما سيسفر عنه اجتماع لجنة الداخلية والدفاع التي اجتمعت مع الوزير بعد هذا الهجوم الضاري وتبين لها براءة ساحة الوزير وصحة ما جاء في بيان وزارة الداخلية في قضية الصحافي «الديد بيك» حيث انه دخل الكويت بجواز سفر أوروبي لا إسرائيلي لكي نلوم ونهاجم الوزير على ذنب لم يقترفه لذلك فقد اخطأ كل من «سار وطبل وزمر» خلف من قاد الهجوم على وزير الداخلية في هذه القضية بالذات قبل الاستماع للمعلومات التي بحوزة الوزير والتي ازالت القناع عن محيا الحقيقة وأخجلت كل من اتهم وزارة الداخلية ووزيرها وخصوصا المعتوه الذي طالبه بالاستقالة ففي هذه القضية كان الوزير ووزارته على حق والطرف الآخر كان غارقا في الخطأ.
وبالتالي بما أن اسدل الستار في قضية الصحافي الإسرائيلي أتمنى ان نتعاون جميعا لقمع الجهل وتكريس ثقافة التريث والعقلانية في التعاطي مع القضايا قبل الحكم فيها والابتعاد عن خلق قضايا من لا شيء كقضية «الديد بيك» وألا نجسد المثل الشعبي الذي يقول «فرد حزة ثاير ثاير».
الصبر وياك ونحتاج الصبر: الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد محمد الصبر من الضباط النشطين جدا جدا «وحط تحتها خطين» الذين يعملون ليلا ونهارا في وزارة الداخلية دون ملل أو كلل والمتفاعل دائما مع الصحافة والإعلام فلا يكاد يخلو برنامج تلفزيونيا كان أو إذاعيا إلا وأطربك الصبر في مداخلة تلفونية فهو الشخص الوحيد الذي يعمل في إدارة الإعلام الأمني حتى انه عندما رافق وزير الداخلية لقضاء إجازته الخاصة في ربوع جبل لبنان (بحمدون والشبانية) أصبحت الإدارة شبه مشلولة وبشهادة الكثير من الزملاء المحررين الأمنيين الذين كانوا يتصلون بالإدارة الأمنية للاستفسار عند مدى صحة بعض الأخبار المتداولة عن المتهم الكويتي المسجون في بيروت في ذلك الوقت ولم يجدوا في الإدارة الأمنية ردا شافيا على استفساراتهم لعدم وجود العميد الصبر وأمسوا يرددون الأغنية الشهيرة (الصبر وياك ونحتاج الصبر) ليعبروا لمعالي وزير الداخلية عن مدى حاجة الإعلاميين للعميد محمد الصبر.. ومنا إليكم.
نقطة أخيرة: بما أننا عرفنا «قصة دين أم» الصحافي الإسرائيلي نريد أن نعرف من معالي الوزير قصة الإفراج عن المتهم في قضية مزاولة طب دون ترخيص وشقيقة المتهم بحيازة مواد مخدرة من سجن الإبعاد.
[email protected]