ودعت الكويت أحد ابنائها البررة والذي قضى معظم حياته في الدعوة لله عز وجل ولم يهدأ له بال إلا بعد أن أعياه المرض. فتلك الشخصية الفذة وصلت إلى أدغال أفريقيا بين الغابات والجبال الوعرة وقلة المياه وندرة الطرق المعبدة. عاش فترات طويلة بين الملوثات والأجواء الرطبة المحملة بكافة السموم القاتلة، حيث أمده الله بجنود لم يدركها وأعانه على المرض وعلى وحشة الطريق وفراق الأهل والأحبة. تقابلت مع المرحوم طيب الله ثراه في أكثر من موقع وخصوصا عند اللجان الخيرية لصالح القارة الأفريقية حيث كان يتواجد بنفسه ليشرف على أعمال الخير، وأجمل جلساتي معه حيث قابلته عند العم عبدالله السميط (أبوبدر) أطال الله في عمره بديوانه العامر بالشويخ حيث شرح لنا أبو صهيب كيف كان يتلذذ بأعمال الخير بين الجموع الأفريقية وخصوصا عندما يتدفق عليه الأفارقة ليعلنوا له عن إسلامهم ودخولهم الإسلام. فرحمة الله عليه واسعة، كان له نشاط متميز في نشر الدعوة الإسلامية حيث أسلم على يديه الطاهرتين الملايين من البشر كما أشرف على بناء الآلالف من المساجد وآبار المياه والمستشفيات.
المرحوم د.عبدالله السميط رفع اسم بلاده عاليا ولم يتوان في خدمة بلده، ضحى بالكثير وعانى من الألم من أجل إدخال البسمة إلى أطفال افريقيا وعوائلهم. استطاع بأسلوبه وتواضعه أن يدخل كل بيت بالكويت. فحين وصل نبأ وفاته تضرع الجميع للواحد القهار بأن يرحمه ويتغمد روحه ويدخله فسيح جناته. وحين دفنه توافد الجموع من داخل الكويت وخارجها للمشاركة في عزائه.
اللهم ارحم فقيدنا الغالي وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وجازه خير الجزاء.