منذ فترة قصيرة تــأزمت الأمور بين الدولة الكبرى في العالم التي تقود ليس فقط السياسة العالمية بل والاقتصاد ايضا وهي الولايات المتحدة الأميركية من جهة واتحاد الجمهوريات الروسية من جهة أخرى على أثر ما وقع من أحداث في أوكرانيا. عندها، تحدث الكثيرون عن صدام وشيك بين ما يمكن أن يقال إنهما قطبا العالم شرقا وغربا فيما أعاد ما تشابه مع أجواء الحرب الباردة. لكن هل كان هذا الكلام منطقيا، أم أنها مجرد تخوفات لا أساس لها؟
في واقع الأمر فإنه في عالم السياسية كل شيء متوقع الحدوث بناء على المصالح وخصوصا الاقتصادية، فإمكانية وقع حرب محدودة أو شاملة لتحقيق بعض الأهداف ستظل دوما قائمة ما بقي البشر باختلافهم الذي يصاحبه أحيانا جشع غير مقبول أو مبرر.
لكن ما جرى أنه تم التعامل مع هذا الموقف بشيء كبير من الحنكة، ويمكن القول ان ذلك ينطبق على الجانبين، فكانت الخطوات محسوبة ودونما اندفاع أو تهور كان غالبا السبب في حروب سابقة. فبينما أخذت روسيا تضغط على الغرب من خلال الموالين لها في أوكرانيا، فكرت أوروبا وأميركا اقتصاديا ولجأت إلى حل العقوبات من أجل الضغط على الدب الروسي وإعادته إلى جليد سيبريا.
جاءت المحصلة أن تراجع كل طرف خطوة إلى الوراء وبدأ الأمر وكأنه تعادل في المواقف، وعندما تكون هذه النتيجة في مثل هذه المواقف، يخرج الطرفان راضيين. هكذا وإن لم تنته المشكلة في أوكرانيا بعد، فإنها تبدو وكأنها بدرجة أو بأخرى تركت للحل محليا.
بهذه الطريقة ولأن الجميع يعلم ويلات الحروب ونتـائجها الكارثية، يبدو أن الجميع لجأ، ولو بشكل مؤقت، إلى الديبلوماسية والبعد عن استخدام القوة التي ثبت كثيرا أنها لا تؤدي إلى حل المشكلات.