Note: English translation is not 100% accurate
اعتداءات الحدود
الأربعاء
2006/9/6
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1859
بقلم : محمد يوسف
تفاجئنا بين وقت وآخر حادثة اعتداء على حدودنا من الجانب العراقي، وهذه الحوادث تكررت كثيرا، حيث تتعرض دورياتنا وأفرادنا العسكريون ـ وهم يمارسون واجبهم في حراسة الحدود ـ لطلقات رصاص من الجهة الشمالية، بصورة متعمدة وغير مسؤولة، ولا تراعي الأجواء الجديدة في العلاقات الكويتية ـ العراقية التي يجب ان يعمل الطرفان على تعزيزها والدفع بها الى الامام لمصلحة الشعبين، خصوصا بعد ان اندحر النظام الصدامي الفاسد، وطويت صفحة جرائمه البشعة التي نكصت بالأمة العربية كلها، وليس بالعراق وحده، قرونا الى الوراء.
ولكن يبدو انه لايزال هناك ـ على الجهة العراقية ـ من يسعى الى إعاقة خطوات التقارب التي تتقدم بها الحكومتان في الكويت والعراق بعد «هوة اغسطس» في مسعى جاد الى تجاوز الهوة، ورأب الصدع، بينما تجتهد الكويت في دمل جراحها، والمضي قدما في طريق الوفاق، كدأب الكويت ـ حكومة وشعبا ـ حيث تضع نصب عينيها دائما مصلحة الأمة العربية وغاياتها العليا، حتى لو جاء هذا على حسابها أحيانا، ولعل هذا هو ما جعل الحكومة الكويتية تكظم غيظها، وتمارس «ضبط النفس» الى أقصى درجة حيال هذه الاعتداءات المتكررة على جنودنا، ملتمسين العذر للحكومة العراقية لأنها تواجه صعوبة في فرض سيطرتها على كل مناطقها.
وهو الأمر الذي ينبغي ألا يستند اليه المسؤولون العراقيون كثيرا، بل عليهم ان يبذلوا أقصى جهودهم لضبط الأمن الحدودي من جانبهم، كما يتعين عليهم ان يلاحقوا هؤلاء المستهترين الذين استساغوا اطلاق أعيرتهم النارية مرارا على جنودنا عبر الحدود، وهم يعلمون ـ أو لا يعلمون ـ انهم بأفعالهم الرعناء هذه، يسكبون زيتا على نار قديمة نعمل جاهدين على اخمادها، حفاظا على أمن المنطقة وليس على أمن الكويت فحسب. فاذا كان هناك ـ على الجانب الشمالي من الحدود ـ من يحاولون اثارة الغبار، استهتارا أو عمدا، فمن مسؤولية الحكومة العراقية الضرب على أيديهم حفاظا على المصالح العامة للمنطقة والعراق كذلك.
وان كنا في هذه المناسبة نثني على سياسة كظم الغيظ وضبط النفس التي تمارسها حكومتنا، فاننا نشدد ايضا على انه في السياسة، كما في كل أمر آخر، يجب ان نضع التسامح في كفة والتأهب الحذر لكل الاحتمالات في الكفة الأخرى، اذ ليس مطلوبا منا ابداء مزيد من سعة الصدر بينما يتعرض جنودنا للرصاص الطائش على الحدود، فدماء أبنائنا غالية جدا، وحدودنا وترابنا لا يقدران بثمن.
اقرأ أيضاً