استوقفني بيان صادر عن إدارة العلاقات العامة والإعلام الأمني في وزارة الداخلية تضمن دعوة وكيل وزارة الداخلية الفريق الشيخ فيصل النواف إلى إعداد دراسة لوقف إصدار الرخص للوافدين أو تقنين إصدارها.
شخصيا، لا أتفق مع تصريح وكيل الداخلية والذي جاء قبل أيام من بدء العام الدراسي الجديد، رغم تقديري للجهد الكبير الذي يبذله وزير الداخلية والفريق النواف ووكيل قطاع العمليات والمرور اللواء جمال الصايغ، هذا الجهد الذي أحدث فارقا في تحقيق انسيابية جيدة حتى الآن في الطرقات رغم اختناقات طبيعية متزامنة مع دخول الموظفين والطلبة وعودة الحياة الطبيعية بعد توقف لأكثر من عام ونصف العام.
علاج القضية المرورية وغيرها من القضايا يجب ألا يلقى على عاتق الوافدين الذين أحضرناهم إلى الكويت للمساهمة في التنمية التي ننشدها وأن نلقي أي قصور يقع سواء من جهات او وزارات عليهم ونحملهم المشكلة وانهم وراء كل مشكلاتنا الآنية والمستقبلية.
على حد علمي، هناك قانون ينظم حصول الوافدين على رخص القيادة وحصر الحصول على رخص السوق على فئات معينة كالأطباء والصيادلة والقضاة والمستشارين وأعضاء النيابة والمهندسين والمحاسبين والإعلاميين وغيرها من الوظائف والمهن التي تحتاج طبيعة عملهم إلى قيادة السيارة، وبالتالي لا أجد أي مبرر لمزيد من التضييق على الوافدين وتحميلهم تبعات أي مشكلة نعاني منها.
الأوضاع المرورية الحالية نعلم تماما لماذا وصلت هكذا، كما ان الوافدين حصلوا على رخص سوق بطرق مشروعة، ويجب ألا نحل المشكلة بالمنع بل بالتخطيط الجيد وتدشين شبكة طرق مؤهلة لاستيعاب أعداد كبيرة من المركبات على الأقل لعدة عقود بحيث تفي احتياجات الكويت بعد عقدين أو 3 عقود وهي الفترة التي يعادل فيها المواطنون أعداد المواطنين والوافدين في الوقت الحالي وأكثر، والسؤال هل بعد عقدين سوف نقنن حصول المواطن على رخصة سوق؟!
مشكلتنا أننا لا نواجه أزماتنا بجرأة ونضع حلولا لها ولا نحمل مسؤولية القصور على جهات أو قياديين حاليين أو سابقين أخطأوا أو قصروا وإنما بحلول ترقيعية لا تسمن ولا تغني من جوع، وأبسط حل تحميل الوافد المسؤولية وكأنه جاء إلى الكويت كرها عنا، ولم يأت بموجب تأشيرة دخول وإذن عمل صدر عن الدولة.
هناك دول كانت تعاني مثلما نعاني في القضية المرورية وأكثر، ومع ذلك لم تعالج القضية بالمنع أو التقنين، وإنما بالعمل وتدشين شبكة معتبرة من الطرق وشبكة للمترو، أما نحن فأبسط حل هو التضييق على الوافد دون ان نتعب أنفسنا حتى في إيجاد وسائل تغنيه عن استخدام سيارة خاصة.
يا سادة، إن المركبة في الكويت ليست وسيلة ترفيه، وإنما برأيي هي من الأساسيات، خاصة مع درجات حرارة تفوق الـ 60 وربما أكثر، فارحموا من في الأرض، وعالجوا الخلل بشكل علمي لا ترقيعي.
[email protected]