جراءة ما بعدها جراءة تلك الاتصالات التي ترد على هواتف مواطنين ومقيمين من وافدين آسيويين في الغالب يروجون لمواد مخدرة بأنواعها، ومع شديد الأسف فإن تلك المكالمات ترد من خطوط محلية وليس عن طريق الواتساب، وهو ما يؤكد ان هذه العصابات تعمل داخل الكويت بحرية ولا أريد ان اقول إن هناك من يدعهما او هناك من يديرها لأن ما من وطني ومحب لبلده يسمح لهذه الآفة المدمرة ان تنتشر بين ابنائنا وبناتنا، وبالتالي وجب على وزارة الداخلية وشركات الاتصالات الوطنية ان تقوم بما يلزم لملاحقة تاجر تلك السموم والأهم ان يسارع اي مواطن او مقيم بإبلاغ وزارة الداخلية من خلال خط ساخن بحيث يتم القبض على هذه الشرذمة وضبط ما بحوزتها من مواد مخدرة، وبالطبع نعلم جميعا ان التقنيات الحديثة قادرة على تحديد مواقع اقامة هؤلاء التجار ولدي ثقة بأن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ أحمد النواف ووكيل الوزارة الفريق انور البرجس سيدعمان ويساندان كل ما من شأنه ضبط هذه العصابات الخطيرة وتوفير كل الدعم للإدارة العامة لمكافحة المخدرات بإداراتها الشابة والممثلة في العقيد محمد قبازرد لتواصل جهودها في ملاحقة اخطر قضية تواجه الكويت ومعظم دول العالم مع التنويه بأن خطورة الآفة تكاد تعاني منها معظم الأسر ومختلف الأعمار من ابنائنا وبناتنا سواء كانوا في مراحل المراهقة او الشباب او الشرائح العمرية الكبيرة.
استوقفني تحذير مدير منطقة الأحمدي الصحية د.أحمد الشطي من أن الكويت أصبحت مستهدفة من مافيا الجلب والتهريب، ولم تعد معبرا فقط لمرور المخدرات، بل أصبحت بلدا مستهلكا لها وذلك خلال افتتاح المؤتمر الدولي الـ37 أمس تحت شعار «إدمان المخدرات بين تحديات المواجهة ومتطلبات اعداد التأهيل»، الذي نظمه مشروع «غراس»، بالتعاون مع المنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات، وفريق «مدربون كويتيون بلا حدود».
تنويه د. الشطي الى ان هناك 9787 قضية جلب وحيازة واتجار آخر 5 سنوات وان الشريحة من 13 إلى 15 سنة بدأت تلك الآفة تتسرب اليها، ووجود 20 ألف ملف نشط في وزارة الصحة، وأن أنواع المخدرات الكيميائية الجديدة وصل عددها في 2018 إلى 850 نوعا من المخدرات، وهو ما يقرع أجراس الخطر: الكويت لم تعد معبرا للمخدرات.. بل مستهلك لها، وبالتالي وجب ان نعيد ونذكر أننا امام اشكالية كبيرة ويجب ان ننتبه اليها قبل فوات الاوان، اللهم اني ابلغت اللهم فاشهد.
[email protected]