حقاً شكلت مختلف وزارات الدولة «الداخلية والدفاع والصحة الأشغال والكهرباء والماء»، والحرس الوطني والإطفاء وبقية الأجهزة سيمفونية وملحمة وطنية تستحق أن تسطر في التاريخ، حيث أجادت مختلف الوزارات في أداء عملها رغم ضخامة الحدث وعدم الاعتياد عليه، فالأمطار التي سقطت على البلاد بغزارة في توقيت قصير كانت غير متوقعة وكادت تتسبب في وقوع ضحايا أو كوارث لولا فضل الله وكفاءة رجال أخلصوا لوطنهم بعطائهم الثمين ولحمة أهل الكويت فعملوا كرجل واحد من خلال غرفة طوارئ، وحينما نتحدث عن الرجال فهم كثيرون وهذه شهادة حق، هناك عدد من القياديين في مختلف الوزارات نالوا من الاشادة الكثير وتم تسليط الضوء عليهم إعلاميا من خلال كتاب الصحف ووسائل الإعلام، وهناك رجال عملوا بصمت وبقدرة وكفاءة كبيرين وما فعله هؤلاء القياديون الذين آثروا الابتعاد عن الأضواء يستحق الذكر والإشادة لأنهم لا يريدون من ورائه الشهرة والمجد وإنما يبغون رضاء الله ومحبة هذا الوطن المعطاء وأهله، ومن هؤلاء وكيل وزارة الكهرباء والماء محمد بوشهري، ووكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون العمليات ووكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون المرور بالتكليف اللواء جمال الصايغ أيضا القائد الميداني وأعني العقيد حسين الزعابي مدير عمليات الدفاع المدني والعقيد جمال الفودري.
وكانت إشادة الشيخ خالد الجراح بالجهود الكبيرة التي بذلها أعضاء لجنة الدفاع المدني في التعامل مع تداعيات موجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد إشادة مستحقة، لجنة الدفاع المدني لم تقم فحسب بعمليات الإنقاذ وسحب المياه بالتعاون مع بقية الأجهزة وإنما تولت مهمة متعلقة بإيواء 393 شخصا تضرروا من مياه الأمطار في شقق فندقية بمناطق الفحيحيل والمنقف والمهبولة، وكان لرجال وزارة المالية الميدانيين دور لا ينسى، وقد رأيتهم بنفسي وهم يجوبون البنايات تحت المطر الغزير لكي يوفروا سكنا بديلا للمنكوبين.
نعم ما حدث في البلاد خلال الأيام الماضية ألحق خسائر مادية بنا، ولابد أن نستفيد مما حدث على مدار الأيام الماضية، نعم الحكمة تستوجب أن تأخذ ما حدث على محمل الجد وتدرس وتحدد الأخطاء التي وقعت وتدرس سبل تلافيها مستقبلا، أيضا كيف تتخذ الإجراءات وتعيد بناء البنية التحتية بما يمكننا لاحقا ليس من استيعاب مثل هذه الأمطار بل لتتحمل الكوارث الطبيعية الأكثر شدة لا قدر الله، ولكن كل ذلك لا يدعونا ان نسلط الضوء على الجوانب السلبية فقط بل يستوجب أن نمنح لكل ذي حقا حقه.
[email protected]