في العديد من الأسر نجد هناك الصالح والطالح حتى أصابع اليد الواحدة ليست متشابهة، وطبيعي ان نجد تفاوتا كبيرا بين الشعوب وكذلك نجد تفاوتا بين أبناء الشعب الواحد. الكويت تحتضن وبحسب الإحصائيات الصادرة عن الإدارة العامة لشؤون الإقامة نحو 160 جنسية وفي كل جنسية هناك أسوياء وهناك غير أسوياء، والمعيار الذي يفضل بين أبناء الجنسية الواحدة هو الالتزام بالقانون والذي يطبق بصرامة على الجميع بلا استثناء سواء كانوا مواطنين أو وافدين، والقضايا التي تنظر أمام قضائنا الشامخ توكد ذلك، وكما ترتكب جرائم بعضها خطير من قبل مواطنين ترتكب أيضا من قبل وافدين، وبالتالي من الخطأ تعميم السوء على الجنسية بكاملها لو ارتكب احد منهم جريمة ما، نعم السيئة تعم والحسنة تخص، لكن العقلاء يدركون تماما الاختلاف بين أبناء الشعب الواحد أسوة بالأسرة الواحدة.
بالنظر إلى الجالية المصرية على وجه التحديد فإن عددهم في الكويت يصل إلى أكثر من 600 ألف نسمة، ومن الطبيعي جدا ان نجد بينهم أشقياء، وفي المقابل، هناك أغلبية ملتزمة بالقانون وبينهم أطباء ومستشارون ومدرسون إلى آخره، وندين لهؤلاء بالفضل ولا يمكن ان ننكر دور مصر في فترات عصيبة مرت بها الكويت خاصة في فترة الغزو العراقي الغاشم، وكيف اختلطت دماء المصريين بدماء إخوانهم الكويتيين في معركة تحرير الكويت، للأسف هناك من يعلم هذه الحقيقة من الجانبين ويحاول تعكير صفو العلاقات الراسخة من خلال قضايا ترتكب داخل الكويت، وهؤلاء كل همهم هو إفساد المحبة بين الكويتيين والمصريين، وأعتقد ان كلامي واضح، فهناك من المصريين أنفسهم من يريدون إفساد العلاقة لأغراض سياسية واقتصادية وأيضا هناك من الكويتيين من يتعمد ذلك بسكب البنزين على النار لإشعال الفتنة بين الشعبين لأغراض بعينها.
إذن، ما هو المطلوب؟
المطلوب منا. جميعا - سواء من الكويتيين المدركين لعمق العلاقات ودور مصر كشقيقة كبرى ومن المصريين العقلاء - تفويت الفرصة والارتقاء بالحوار بعيدا عن التصعيد المتعمد والذي يهدف إلى الإساءة للعلاقات الكويتية ـ المصرية، وعدم تهويل أي قضية واعتبارها قضية ارتكبها الشعب بأكمله.
القضية الأخيرة والمرتبطة بخطف محام من قبل 4 مصريين وقبلها الكثير تم استغلالها ومع ذلك ستبقى العلاقات أكبر ممن يحاولون الاصطياد في الماء العكر بفضل العقلاء.
[email protected]