اعتدنا أن نحمل الحلقة الأضعف مسؤولية أخطاء قد نكون نحن السبب وراءها، ورغم وضوح التجاوز الذي نرتكبه نتجاهل ذلك ونلقي باللوم على الحلقة الأضعف، أنا لا اكتب ألغازا وإنما أتحدث عن واقع نعيشه حاليا بشكل جلي، خلال السنوات الأخيرة الماضية بدأنا نوجه اللوم الى الشباب والمراهقين ونقول انهم جيل مختلف وجيل عنيف وجيل البلاي ستيشن وان العنف وصل مداه لكثرة المشاجرات سواء في الأسواق أو داخل المدارس، وكثرة ارتكاب جرائم الاعتداء على النفس والمال والغير مرورا بأنهم يمارسون الاستهتار ويضربون بالقانون عرض الحائط.. إلخ.
ووصل الأمر الى اتهام الكثير من أبنائنا وبناتنا بتعاطي المؤثرات العقلية بل والمواد المخدرة وصدرت دعوات غير منطقية بان العقاب هو الحل انطلاقا مع عقد مقارنات بين الجيل الحالي وأجيال أخرى مختلفة عن هذا الجيل خاصة من جهة ان العالم الآن اصبح قرية صغيرة وما يحدث في أي بقعة بالعالم يكون معلوما لمن يريد المعرفة، نعم هذا الجيل مختلف ولا يمكن ان نجادل في ذلك، وهذا الجيل عنيف بدرجة ما ولكن هل سألنا أنفسنا لماذا كل هذا طبيعي؟ وأن التكنولوجيا لعبت دورا مهما في ذلك وأيضا لعبت انشغالات الآباء والأمهات في العمل الصباحي والتسوق المسائي في الابتعاد عن متابعة سلوكيات أبنائنا وبناتنا وأصدقائهم باعتبار ان الصاحب ساحب، ولكن بصراحة الدولة تتحمل المسؤولية الكبرى عما طرأ على هذا الجيل وتنامي العنف لديه، وحتي أكون اكثر وضوحا اسأل ما الأماكن التي تصلح لأن يرفه الأبناء عن أنفسهم فيها؟ فنجد اغلب الأسواق موصدة أمامهم ومخصصة للعائلات والأماكن المخصصة لممارسة الرياضة محدودة للغاية حتى المدينة الترفيهية وحديقة الشعب واللتان كانتا متنفسا لهؤلاء الشباب أضحتا خارج الخدمة منذ سنوات رغم أننا دولة غنية باستطاعة الحكومة تدشين افضل منتزه ترفيهي وأكبر قرية للترفيه على مستوى العالم تفوق اكثر القرى في العالم اجمع، وأصبحت فقط شريحة الأثرياء هي فقط القادرة على السفر بأبنائها والاشتراك لهم في نواد رياضية، وفي المقابل الغالبية العظمى لا تستطيع، وظلت الأوضاع على ما هي عليه وانعدمت وسائل الترفيه وأصبحت المدينة الترفيهية مهجورة منذ سنوات ويبدو أن الأمور ستظل على ما هي عليه وهذا ما دعا الديوان الأميري مشكورا إلى التدخل والتوجيه لتشكيل لجنة وزارية عليا لتسريع انشاء المدينة الترفيهية واسناد المشروع للقطاع الخاص.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ننتظر من الديوان أن يقوم بما يجب أن تقوم به الجهات الأخرى؟ نأمل أن تقوم كل جهة بواجبها.
[email protected]