توقفت امام تصريح صادر عن مسؤول في الطيران المدني يتوقع من خلاله مغادرة نحو ربع مليون شخص البلاد خلال عطلة عيد الفطر، وهذا الرقم في حد ذاته لم يكن لأتوقف أمامه باعتبار اننا اعتدنا عليه وانطلاقا من ان هذه المعدلات من المهاجرين مع كل عطلة طبيعية بل واقل من المعدل، الاحصائيات تؤكد ان من يغادر الديرة خلال كل عطلة صيفية لا يقلون عن مليون ونصف شخص ما بين مواطن ومقيم، والسؤال المهم ماذا قدمت الأجهزة المختصة او ماذا قدمت الحكومة ومجلس الأمة لوقف سيل الطيور المهاجرة الى خارج البلاد كلما جاءت مناسبة تمتد لأيام؟ وارجوكم لا تخدعوا أنفسكم وتخدعونا بعبارات مستهلكة وهي ان الكويتيين اعتادوا على السفر وان العديد من الوافدين ملزمون بالسفر وغير ذلك من الحجج لانها مستهلكة وندرك ان وافدين يغادرون لزيارة اسرهم ولكن اعلم تمام العلم ان الكثير من الكويتيين يستدينون للسفر.
لماذا اذا يغادروا البلاد بالدين او بالتقسيط لقضاء عطلة مع الأسرة؟
الإجابة بإيجاز لانهم لم يجدوا مرافق ترفيهية وأماكن يمكن ان يمضوا فيها عطلة برفقة اسرهم، المشكلة ان عددا من اصحاب القرار يركزون على أمور هامشية وهذا ما سبق وتطرقت اليه مثل فرض رسوم على تحويلات الوافدين باعتبار هذا الرسوم ستدخل لخزينة الدولة 200 مليون دينار وذات المسؤولين لم يطرأ على اذهانهم ان المليون او المليوني مواطن ومقيم الذين يغادرون للترفيه - وأعيد وأقول للترفيه - يمكن ان ينفقوا اضعافا مضاعفة يمكن ان تدخل لخزينة الدولة بدلا من تلك القرارات بما فيها من شبهات دستورية او قانونية، أليس من الأجدر ان نفكر بعقلية ربحية تعود بالخير على الوطن وأبنائه؟ أليس من الأنسب ان نشجع المشروعات الترفيهية أسوة بما هو قائم في دول مجاورة تتشابه معنا في الطقس وكل شيء ولكن مفاهيم الادارة تختلف بيننا وبينهم؟ وهذه الدول نسافر لها برفقة أسرنا وننفق فيها اموالا كان بالإمكان ان تضخ داخل الديرة.
هل يُعقل ان دولة بحجم وإمكانيات الكويت لا توجد بها مدينة ترفيهية تضاهي كل الدول بل تفوقهم بما هو قائم في ديزني لاند او على الاقل في دولة تبعد عنا ساعتين بالطائرة؟ ألا يمكن بمشروعات ترفيهية ان ندفع نصف مليون من المهاجرين بالبقاء في الديرة وانفاق مدخراتهم في السوق الكويتي، اعلم بوجود مشاريع عملاقة في فكر النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الاحمد وهي مشاريع تجعل من الكويت دولة سياحية مفضلة للكويتيين وغير الكويتيين ويجب ان ندعمه ونشجعه والله ولي التوفيق.
[email protected]