يقول الشاعر المتنبي:
إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن أن الليث يبتسم
من شعر المتنبي، ودلالة هذا البيت الشهير ان بعض الجهلة بطبائع الأسود يفسرون ان الأسد يبتسم لهم حينما يظهر انيابه فيقتربون منه لمداعبته عن جهل فيظهر لهم انيابه بشراسة كبيرة وتكون النهاية لهم وخيمة، وزارة الداخلية وخلال الأشهر الأخيرة تحملت الكثير والكثير من قبل رواد التواصل الاجتماعي حتى وصل الامر بالبعض الى التجرؤ على القيادات العليا في الوزارة والتحدث بالباطل عن تلك القيادات الرفيعة، ونالت هذه التغريدات من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح ووكيل الوزارة الفريق عصام النهام، تحملت الوزارة الكثير انطلاقا من حرية التعبير ولكن في المقابل تم تجاوز حدود التعبير وتناسى هؤلاء انهم يتطرقون الى جهاز امني شديد الانضباط، والشائعات قد تؤثر عليه.
تريثت الوزارة حيال التجاوزات حتى بلغت الأمور حدا لا يطاق لدرجة اضحت الأخبار المغلوطة والكاذبة عن الوزارة وقيادتها شبه يومية وتنتشر بغرابة شديدة وكأنها حقيقية، وآخر هذه التغريدات الكاذبة ما أشيع عن تعيينات هنا وهناك، لدرجة القول إن ضابطا برتبة نقيب تولى ادارة اقل رتبة يمكن ان يتولاها هو ضباط برتبة عقيد وغيرها، شخصيا اعلم تماما حرص الوزير والوكيل على منح الكفاءات الأمنية ما تستحق، وهذا ظهر جليا في تعيينات الوكلاء المساعدين والمديرين العامين، اذ روعي عنصر الكفاءة عما عداها، وكما ينطبق الأمر على القيادات الرفيعة كان الأمر بالنسبة للمديرين ورؤساء الأقسام إلخ، وهذا هو نهج اتبعه الجراح والنهام وآخر ما يمكن النظر اليه هو الواسطة، وتظل الكفاءة المعيار الأوحد بما يرسخ ان العطاء للوطن والإخلاص في العمل يقابل بتقدير بمناصب تمنح لمن يقدمون الجهد الوافر، حينما بلغ السيل الزبى اصبح لابد من وقفة صارمة بالقانون والذي كلف الحقوق والواجبات لذا جاءت خطوة الوزير الجراح بتشكيل لجنة لملاحقة المغردين الذين افتقدوا الى المصداقية وأساءوا للوزارة بكلام كاذب ونسجوا من أنفسهم وزراء ونشروا تعيينات لا أساس لها من الصحة، الحسم حيال تجاوزات تؤثر على الكيان الأمني ونفسية الضباط كان لابد منه، فهكذا عهدنا مع الوزير والوكيل ومن واجبنا جميعا ان نقف معهم، الا يكفي ما قاموا به من تطهير الوزارة من الفساد؟ أسأل الله ان يسدد خطاهم ويكثر من امثالهم.
[email protected]