الرجال مواقف وفي الشدائد تظهر المعادن، قد أختلف في الرأي بين من يدعي أن الخبرة أو التقدم في العمر يمكن الإنسان من أن يفرق بين الرجال بعضهم وبعض، أو بين رجل المواقف ورجل المصلحة، فباعتقادي هذا غير صحيح، لأن رجل المواقف لا ينتظر شدائد الآخرين أو مواقفهم تجاهه وإنما هو صاحب قيم أصيلة ومبادئ صحيحة، كما أنه يظل ثابتا في كل المواقف جنبا إلى جنب مع الحق، حتى وإن كان الحق ضده. كما أننا نجد رجل المواقف دوما يكون ثابتا على الحق.
وهنا أقول كلمة حق وهي أن ابن العم شاعر عنزة أحمد سيار العنزي هو أحد هؤلاء الرجال الشرفاء الثابتين على المبادئ، والذين لا يمكن أن يشتروا بالمال. أحمد سيار العنزي أتابع شعره منذ سنوات عديدة ولا أبالغ إن قلت إنه أحد الشعراء الذين جعلوني أتذوق الشعر وأستمتع به سواء كانت أشعارا سياسية أو عاطفية أو مديحا في رموز وطنية.
أحمد سيار العنزي يختلف عن شعراء كثر في عالمنا العربي وفي منطقتنا على وجه الخصوص، وللعلم هو يسكن معي بمنطقة الفحيحيل وأعرفه منذ الصغر، كما أعرف عائلته الكريمة ووالده، رحمه الله، لذا فما أقوله ليس بسبب مواقف عابرة أو مجرد فترة وجيزة، وإنما عن صفات ومواقف عهدناه عليها طوال حياته.
على مدى التاريخ قد يتحول بعض الشعراء إلى الثراء، ويكون ثراؤهم في معظم الأحيان مقابل التملق ومدح الأثرياء والوجهاء وأصحاب النفوذ.. إلخ. نعم هؤلاء الشعراء يتملقون ويحققون ثراء لكن في الغالب تجدهم شعراء مرحلة يندثرون سريعا ويندثر معهم شعرهم لأنه شعر ارتبط بمصالح وقتية وبأناس في زمن ما ومرحلة زمنية قصيرة، هؤلاء الشعراء يظهرون في معظم الأزمنة، نعم منهم من ذكرهم التاريخ، لكنهم قلة في مقابل الآلاف الذين ماتت أشعارهم برحيلهم، وذلك على الرغم من أن هذه النوعية هم الأخطر والأشد ضررا من غيرهم، لأنهم يقولون ما لا يقتنعون به، لذا يخرج شعرهم دون أن يلامس القلوب، وهم يسلكون كل الطرق حتى يصلوا إلى مآربهم.
وحينما أضع سيف عنزة، أحمد سيار العنزي بين هذا وذاك أقول شهادة أحاسب عليها بأن هذا الرجل شاعر وصاحب مواقف ومبادئ ولا يهاب وجريء لا يخاف في الحق لومة لائم، كان بإمكانه أن يحلق في المدح ويحقق ثراء شعراء لا يعادلونه في أي شيء سواء في الإلقاء أو في عذوبة الكلمات أو الوصول إلى قلوب المستمعين، لكنه دوما كان مساندا للحق أينما كان.
وبغض النظر عن نتائج هذه المواقف فالرجال أصحاب المواقف قلة! وهو يذكرني برجال الكويت الأصليين الذين كانوا يساندون الحق حتى ولو على رقابهم.
الشاعر أحمد سيار العنزي، أنت نعم الرجال، امض في طريقك، وسر على نهجك في نثر الشعر الصادق وستخلد من بين شعراء الكويت وتاريخ الكويت وبين قبيلتنا والقبائل، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والنجاح وطول العمر.
[email protected]