ما من عاقل إلا ويدرك ان هناك اختلالا في التركيبة السكانية بالكويت باعتبار ان عدد السكان من المواطنين يعادل ثلث سكان الكويت، بمعنى آخر هناك مواطن يعادله وافدان أو أكثر.
لن أسهب كثيرا في الحديث حول أسباب اختلال التركيبة، وأذكر أننا شركاء في هذه الجريمة، خاصة الدولة بأجهزتها، والتي لم تقف بحزم حيال ظاهرة تجارة الإقامات لعقود طويلة وتركت الشركات الوهمية تجلب المئات والآلاف على مرأى ومسمع منها، واستغلت هذه الشركات الثغرات في القانون و«ترست» الديرة بعشرات الآلاف من العمال من كل بقاع العالم، أيضا لن أسهب في أعداد العمالة المنزلية أو حملة إقامة مادة 20 والذين يتزايدون محدثين المزيد من الخلل في التركيبة المختلة في الأساس.
نعم، نحتاج الى معالجة الخلل في التركيبة السكانية على المدى القريب والمتوسط والبعيد، ولكن هل نعالج الخلل بكارثة؟! المنطق يحتم ان تتم المعالجة بشكل متروٍ وأن نضع في الاعتبار أننا شعب قليل العدد كبير الإمكانيات والتطلعات والقدرات المادية ونطمح لان تصبح الكويت مركزا ماليا وتجاريا وبلدا سياحيا بحكم ما حبانا الله من جزر يمكن استثمارها، وبالتالي وجب ألا ننفر الوافدين بجملة من القوانين، لاننا نحتاج الى شرائح منهم لتحقيق ما نأمل فيه.
قبل أيام محددة طالتنا الصحف المحلية بخبر وهو ان الضمان الصحي على الوافدين سوف يرتفع من 30 دينارا للطفل و50 دينارا للبالغ وربة المنزل الى 130 دينارا اي بزيادة تلامس الـ 150%.
رغم جسامة الزيادة ولكن مع الأسف وجدنا صمتا مريبا من الجميع، في مقدمة الصامتين النواب ورؤساء الجمعيات الحقوقية والإنسانية.. إلخ، وكأن الأمر لا يعنيهم، ولماذا يهتم هؤلاء مادام الأمر بعيدا عمن يدلون لهم بأصواتهم في الاستحقاقات الانتخابية؟.
مادامت الغالبية صمتت فإنه من واجبي كمواطن ان أقولها صراحة ان هذا الضمان سيحدث كارثة واختلالا في التركيبة السكانية، الأمر ببساطة اننا نفرغ الكويت من العائلات ونستبدلهم بعمالة ذكورية، وجود عائلات وافدة في الكويت مفيد للغاية على السوق العقاري والسوق التجاري ويوقف نزيف تسرب الدخل القومي عبر التحويلات لأن الأسرة تنفق أكثر من 5 أضعاف مما ينفقه الوافد العازب.
أطالب بأن نجلس مع أنفسنا ونفكر في تبعات اختلال التركيبة، لأن رفع الضمان الصحي سيدفع بعشرات الآلاف من الأسر إلى تسفير أسرهم والبقاء بمفردهم، وللعلم فإن غالبية الوافدين لن يغادروا بل سيرحلون أسرهم ويدخرون المزيد والمزيد، تنبهوا أيها السادة لما نحن مقبلون عليه. اللهم إني قد بلغت.. اللهم فاشهد.
[email protected]