استوقفتني في الآونة الأخيرة عدة أمور اعتقد أنها تستحق ان نطلق معها دعوة لأن يعود الضباط وضباط الصف الى مقاعد الدراسة أو بمعنى آخر منحهم دورات قصيرة لا تتعدى الأسبوع كل عام أو كل عامين في الأكاديمية ولا يستثنى منها احد وتكون من بين ضوابط الترقي.
من بين الأمور التي دعتني ان اطلق هذه الدعوة ما رصدته من خلال زياراتي لقطاعات أمنية متعددة بحكم صفتي الصحافية، بتجاهل تقديم التحية العسكرية للرتب الأعلى، وتزايد قضايا الإهانة التي يتعرض لها العسكريون، حتما من بينها قضايا مرتبطة بعدم إتقان فن التعامل مع الجمهور أو فقدان لتلك الثقافة بمرور الوقت، وكذلك ما صدر عن ضابط بانتهاك القانون ورفض الامتثال لتعليمات شرطي مرور طلب منه التوقف خلال معاينة حادث، فارتكب جريمة بأن دهس الشرطي او قام بسحبه بسيارته، وكاد يودي بحياة الشرطي.
وهذا ما دعا إدارة العلاقات والإعلام الأمني بوزارة الداخلية الى إصدار بيان أكدت فيه تحويل الضباط إلى جهة الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية بحقه، وأكدت حرص «الداخلية» على تطبيق القانون ودعوتها للحفاظ على مظهر رجل الأمن.
إن إلزام الضباط وضباط الصف بدورات تنشيطية أمر جيد للغاية لتنشيط الذاكرة وحتمية الالتزام بالضبط والربط واحترام القانون، وتذكير اخواني من الضباط وضباط الصف بأنهم قدوة في تطبيق القانون يحتذى بهم، ولا بأس من تذكيرهم بفنون التعامل مع الجمهور خاصة للعاملين في القطاعات المدنية والخدمية واطلاعهم على الجديد في قطاعاتهم.
إن إقامة دورات للضابط وضباط الصف ستكون لها إيجابيات عديدة وعلى كل الأصعدة، واعتقد أنها ليست بالأمر الصعب، لذا فإني آمل من وكيل وزارة الداخلية الفريق عصام النهام تبني هذا المقترح وأن يرى النور في أقرب وقت، ولدي ثقة في أن وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون التعليم والتدريب الشرطي اللواء الشيخ مازن الجراح قادر على تنظيم هذه الدورات.
aljalahmahq8@hotmail.