في 9 أكتوبر الماضي وفي مقال نشرته بعنوان «إمبراطورية الجليب»، تطرقت فيها الى ان جليب الشيوخ تقع ضمن حدود واحدة من أغنى دول العالم وتبعد عن واجهة الدولة ـ أي مطار الكويت الدولي ـ عدة كيلومترات، والمنطق يحتم لهذه المنطقة ان تكون قطعة من اوروبا في تنظيمها وتخطيطها، وذكرت ان «الجليب» خارج نطاق الاهتمام الرسمي والشعبي منذ عقود طويلة، حتى اضحت نموذجا للإهمال وترجمة للتراخي الحكومي، ودعوت الى وضعها في سلم الأولويات، هذه الدعوة وغيرها من الدعوات المشابهة لقيت اهتماما مشكورا من قبل احد ابرز القيادات الامنية الجادة والحازمة التي عرفتها في حياتي المهنية والصحافية ألا وهو وكيل وزارة الداخلية الفريق عصام النهام الذي يبرهن انه يتلمس نبض الشارع الكويتي ويتجاوب مع آماله وتطلعاته في كويت راقية مستقرة تلفظ أي ظواهر يمكن ان تؤثر على استقرار وأمن هذا الوطن انطلاقا من ان الجليب أضحت حقا تحتضن أعدادا ضخمة من المخالفين والأوكار المشبوهة.
الفريق عصام النهام لم يسارع وعقب مقالتي في اكتوبر الماضي بشن حملة امنية موسعة بمشاركة مختلف قطاعات وزارة الداخلية، بل قام ايضا بتشكيل لجنة لمتابعة اوضاع المنطقة، ولمن لا يعرف فإن هذا يعني ان الدولة بمختلف اجهزتها بدأت فعليا في وضع منطقة الجليب في سلم الأولويات، والدليل هذه اللجنة والمؤلفة من جهات عدة.
يوم الخميس الماضي برز الاهتمام اللافت بأن تفقد وكيل وزارة الداخلية الفريق عصام النهام أعمال لجنة متابعة أوضاع منطقة جليب الشيوخ، وأشاد بجهود منتسبيها وما يقومون به من حملات وجولات يومية واتخاذ ما من شأنه ترتيب أوضاع المنطقة، مؤكدا دعم وزارة الداخلية لأعمال اللجنة حتى يعود الوجه الحضاري للمنطقة.
ان دعم وزارة الداخلية لأعمال اللجنة سيحدث فارقا خاصة لما تملكه من أدوات نستطيع من خلاله ان ترصد المحلات المخالفة أو التي تستخدم لغير الأغراض المخصص لها، كورش العمل أو المصانع في العقارات السكنية، بحيث تنسق مع وزارة الكهرباء لفصل التيار الكهربائي عن هذه العقارات والمحلات المخالفة، وعند إزالة المخالفات يتم إيصال التيار الكهربائي. كل هذه الخطوات مؤشر لإنهاء الإهمال الذي تعرضت له هذه المنطقة على مدار سنوات وجعلها مرتعا للمخالفين والأوكار المشبوهة وتنوع المخالفات.
[email protected]