الاعتراف سيد الأدلة ويعني إقرار المتهم على نفسه بصحة ارتكابه للتهمة المنسوبة إليه، ويعد أقوى الأدلة تأثيرا في نفس القاضي وهو إقرار المتهم بكل أو بعض الوقائع المنسوبة إليه أو بظرفها. وبعبارة أخرى فالاعتراف هو إقرار المتهم بما يستوجب مسؤوليته أو بما يشددها هكذا يقول القانون، ولكن هل بالفعل الاعتراف سيد الأدلة في الكويت شخصيا أشك في ذلك!
هناك وقائع كثيرة يعترف الجاني بفعلته ومع ذلك فلا يحاسب، وآخرون تقدم بحقهم أدلة دامغة بالإدانة ومع ذلك لا تتم محاسبتهم، لماذا؟ أشك فيمن يجيب عن هذا السؤال؟!
عدوى الالتفات على القانون انتقلت منا على ما يبدو إلى معظم إن لم يكن أغلب الوافدين المتواجدين بيننا، على مدار اليومين الماضيين تطرقت ومن خلال جريدة «الأنباء» الغراء الى واقعة تجرؤ وافد سوري الجنسية بتصوير نفسه بعد صيد أحد الطيور المهاجرة «حباره» في بر الكويت. المقطع شاهدته أكثر من مرة وفي كل مرة أشاهد السوري، مرددا: انا أصدت الحباره في بر الكويت ويتجه بالكاميرا الى أبراج الكهرباء ليؤكد انه في الكويت أشعر بالحزن وبصراحة ليس بسبب قتل او صيد الحباري وإنما نتيجة المجاهرة بمخالفة القانون! وحينما يجاهر وافد بكسر القانون فماذا يمكن ان يصدر من المواطن؟ وفي اليوم التالي صدمت بأن الوافد القوي تحول إلى ملاك وديع فهو جاهل بالقانون، هكذا ادعى، وقال انه لم يقتل الحباري وإنما ذبح الطير حسب الشريعة.
العظة التي يجب ان نخرج منها من فيلم الوافد السوري هي ان نرسخ سيادة القانون فعلا وليس قولا، حقا نحن في أحوج ما نكون الى ان نطبق القانون بمسطرة واحدة على الجميع الكبير قبل الصغير، وأن يتم التحقيق في أي أدلة تقدم وقد تدين بغض النظر عن مكانة الشخص، وان تمنح هيئة نزاهة كامل الصلاحيات في ملاحقة المفسدين مع توفير أقصى إجراءات الحماية لمن يبلغ عن الفساد. الكويت حقا تستحق ان نعمل لإعلاء شأنها حتى تستذكرنا الأجيال القادمة بكل خير. وأخيرا أتمنى ان يتم إبعاد صائد الحباري وليعد الى موطنه ليفعل ما يشاء ولا بأس إن صاد أسدا!!
[email protected]