منذ بدء تفشي فيروس كورونا المستجد والعالم يواجه أزمة غير مسبوقة، فها هي دول العالم التي كنا نصنفها بالمتقدمة تقف لا حول لها ولا قوة، وحال دول العالم النامي ونحن منهم بلا جدال لا يختلف كثيرا، فلا نملك سوى الإحصاء وانتظار التدخل الإلهي ونضيف إلى ما سبق ذكره تزايد ظاهرة التنمر بحق جميع الوافدين وكأنهم سبب الأزمة العالمية وقد أتوا تسللا، وبالتالي واجب أن تتم معاقبتهم وترحيلهم جميعا إلى حيث أتوا وبأسرع وقت ممكن.
إذا سألت أي مواطن عن الظروف الحالية وكيف يتم تجاوزها سيرد بلا أدنى تردد ان كل دولة في هذه الظروف الاستثنائية وغير المسبوقة أولى بأبنائها والوافدون حضروا لأنهم لم يجدوا فرص عمل وأنهم حققوا ثروات من وجودهم بيننا وعملهم لدينا، ونقدر ما قدموه وما فعلوه في نهضة الكويت إلى آخره من هذا الكلام.
وجهات النظر تلك يراها البعض مقبولة ومنطقية، والمتعلقة بترحيل مليوني عامل أو اكثر إلى بلدانهم في التو واللحظة، وتقليص العمالة إلى مليوني عامل بدلا من أربعة ملايين، كلام جميل.
هناك أسئلة يجب ان نطرحها ونجيب عنها بتجرد وبعيدا عمن جلب العمالة الى البلاد؟ الأول من هم العمالة التي نريدها أن تغادر؟ هل المخالفون؟ جوابي ان هذه الشريحة اقصد المخالفين نحو 160 ألفا وليسوا مليونين، وإذا قالوا العمالة الهامشية؟ أتحدى ان يأتي «جهبذ» ويحدد لي من هم العمالة الهامشية. وإذا كان لابد من ترحيل مليوني وافد فيجب ان يكون من بينهم أطباء وممرضون وعمال نظافة وعمال بناء وفنيون.. إلخ، وطبيعي أنك اذا أبلغت أي دولة بأنك سترحل عمالتها البسيطة فستطلب منك عمالتها الفنية قبل البسيطة.
دعونا نفكر بمنطقية اكثر في مشكلة العمالة والتي نحن من أوجدناها بالتستر على تجار والذين مارسوا نشاطهم الاجرامي على مرأى ومسمع من جميع سلطات الدولة لعقود، دعونا نتجه إلى الله لنتجاوز هذه الغمة، ونتحدث بتعقل مع الحكومات ونبلغهم بحقيقة الأزمة التي يمكن أن تعاني منها الكويت حال وجود هذا العدد الضخم في دولة تعتمد على الاستيراد وليس التصنيع، ومن المؤكد أنها ستتفهم وجهة نظرنا.. فليس بالتنمر والإكراه يمكن أن تحل مشكلتنا في زمن الكورونا.
[email protected]