هناك خيط رفيع يفصل بين التعبير عن الرأي وتجاوز حدود الحرية والتحريض على الكراهية والإساءة، التعميم بالسوء لا يمكن أن يصدر عن أناس لديهم منطق أو لديهم حكمة، وكما أننا نرفض أن يتم المساس بنا، فما من شعب يقبل بأن يتعرض للهجوم أو الإساءة لمجرد أن سفيها أو مجموعة منهم تجاوزا للقانون.
الاسرة الواحدة فيها الزين والشين وإذا ما ارتكب احد أفرادها جريمة فليس من المنطق أن نصف العائلة بأنها مجرمة، أي إنسان في داخله انه افضل ما انجبت الأرض، وهذا الاعتقاد قناعة لا احد باستطاعته تغييرها، قبل انتشار فيروس كورنا وخلال هذه الفترة الأخيرة حدث أن تجاوز عدد من الوافدين القانون وحدث ان تعامل رجال الداخلية سواء مباحث جنائية أو رجال الأمن (القوات الخاصة والأمن عام) بكل صرامة وقوة وتم ضبط العشرات واتخاذ الاجراءات القانونية.
تناولت من قبل قضية الخلل في التركيبة السكانية، وذكرت أننا كأشخاص أو حكومة من باركنا عمل شركات تجارة للإقامات بالصمت والتجاهل عن هذه الشريحة المنحرفة من المواطنين ومعاونيهم من المندوبين، والنتيجة دخل الكويت عشرات الآلاف من الوافدين بعدما باعوا ما يمتلكونه ودفعوا هذه الأموال لمواطنين كويتيين، نعم تلك هي الحقيقة والتي يعلمها الجميع وبالطبع اخذ شركاؤهم من معاونيهم أو من «الصامتين» جزءا من الكيكة، وقلت أيضا ان الوافدين دخلوا الكويت من المنافذ الكويتية بعدما استخرجت لهم تصاريح وسمات من وزارتي الداخلية والشؤون.
في الآونة الأخيرة صدرت تصريحات ومقاطع وتغريدات تشكل سبا وقذفا بحق احدى الجاليات، ولكن من غير الممكن ان يتعرض شعب للإهانة ويظل صامتا.
ككويتيين ليس من شيمنا أن نوجه السباب ونخلط بين الحرية والسب والقذف، ونقول ان الآراء تدخل في نطاق الحرية التعبير، وبصراحة فلم يعد الخيط بين التعبير عن الرأي والسب خيطا رفيعا.
وكما سمح هنا لأشخاص بأن يكيلوا السباب لهذا الشعب، فسيسمح بالمقابل لأصوات مأجورة أو شاذة منهم بأن تتبادل السباب بنفس المستوى.
الأوضاع فيما بعد كورونا ستختلف وسيتم الاستغناء ورحيل عشرات الآلاف بسبب إغلاق شركات وغيرها فدعونا نترك في نفوس هؤلاء الذكرى الجميلة وهم يدركون تماما أن خير الكويت عليهم وعلى اسرهم.
أخيرا وكلمة حق، فخلال الحظر الكلي وبحكم عملي كنت أتجول في العديد من الطرق ليل نهار وأجد مئات العمال والمهندسين من نفس الجنسية التي تتعرض للهجوم وهم يعبدون الطرق تحت أشعة الشمس وفي جنح الظلام ولايزال العديد من الأطباء والممرضين منهم يقفون إلى جانب اخوانهم الكويتيين ومن بقية الجنسيات الأخرى في الصفوف الأمامية في جائحة كورونا.
[email protected]