يمكن اختزال لقاء سمو الشيخ صباح الخالد مع رؤساء تحرير الصحف المحلية بخارطة طريق وجب كجهات ومواطنين ومختصين تنفيذها لأنها ترسم الطريق نحو مستقبل كويت ما بعد كوورنا.
اللقاء اتسم بالشفافية لكل القضايا التي اثارت المخاوف كالوضع وانخفاض أسعار النفط والخلل في التركيبة السكانية وتنويع مصادر الدخل والهاجس الصحي الرابط بانتشار وباء كورونا.
اذا تطرقنا الى الأولوية في القضايا فنجد الهاجس الصحي يتقدمها باعتباره مرتبطا بعودة الحياة التدريجية وكان سمو الرئيس صادقا حينما اكد ان الوباء لا دواء له وبالتالي لا خيار سوى الالتزام بالإرشادات الصحية مع التأكيد على توفير الحكومة مشكورة لكل الاحتياجات من مستشفيات وعناية مركزة وأدوية ومسحات ومعدات تنفس وملابس واقية للطاقم الطبي... الخ.
اما التحدي التالي فهو المتعلق بالوضع الاقتصادي فرغم تأكيد سموه على ان وضعنا المالي ممتاز لكنه يحتاج إلى تغيير كبير في هيكلته بتبني رؤية الكويت (2020-2035) وتنويع مصادر الدخل وتنفيذ سريع للخطط القصيرة والمتوسطة والطويلة الأجل.
والأولوية الثالثة تلك المتعلقة بمعالجة الخلل في التركيبة السكانية وتعديل التركيبة السكانية بحيث يكون المواطنون اكثرية لا أقلية بحيث يكون 70% كويتيين و30% مقيمين، نعم تعديل الأوضاع المقلوبة صعب على المستوى القريب وقد يراه البعض من المستحيلات، وبرأيي يحتاج الى عزم ولكن لابد ان نتكاتف ونتعاون وان نتحمل المسوؤلية نحو تحقيق ذلك بتقليص الاعتماد على العمالة المنزلية والتي تتجاوز ثلاثة ارباع المليون، وتكويت القطاع الحكومي كخطوة اولى ومشاركة القطاع الخاص بتعيين العمالة الوطنية بديلاً عن الوافدة والاستغناء عن أنشطة لا طائل منها وأن نتحمل جميعا ضريبة هذه المشكلة المزمنة وفي المقابل يجب على الحكومة ان تضرب بيد من حديد على أيدي الفاسدين من تجار الإقامات والذين يتحملون العبء الأكبر في هذه القضية.
اخيرا، اضم صوتي لسمو رئيس الوزراء حينما تطرق الى مكرمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، والإشارة الى انها لا تقتصر على الكويتيين بل كل من يقف في مواجهة هذا الخطر، من المقيمين بكافة القطاعات الحيوية وحرصه على تقديم الشكر لهم.
[email protected]